في هذه المقالة سأتكلم عن مجموعة من الخطوات التي ستساعدك على الإنتقال بعملك من مظهر الفيديو العادي إلى المظهر السينمائي.
1- إضبط إعدادات الغالق على قاعدة 180 درجة
تعد “زاوية الغالق” طريقة مفيدة لوصف سرعة الغالق بالنسبة لمعدل الإطارات، هذا المصطلح عبارة عن بقايا مفاهيمية للغوالق الدوارة في كاميرات الأفلام، حيث يدور قرص ذو فتحة بقيمة زاوية معينة ليدخل الضوء في كل دورة ليقوم بإيصال الضوء نحو الفيلم وإنشاء الإطار/ الفريم الواحد.
كلما كانت الزاوية أكبر، كلما كانت سرعة الغالق أبطأ، وصولاً إلى حد 360 درجة، حيث يمكن أن تصبح سرعة الغالق بطيئة مثل معدل الإطار. في الطرف الآخر ، يمكن جعل سرعة الغالق سريعة بشكل تعسفي عن طريق تقليل الزاوية.
تقول قاعدة الغالق بزاوية 180 درجة، أن سرعة الغالق في الكاميرا يجب أن تكون دائمًا ضعف سرعة الإطار عند تصوير الفيديو.
توفر قاعدة الغالق بزاوية 180 درجة، مشهداً بمعدل إطارات متوافق مع المعدل الذي يراه دماغنا البشري في أي حركة كحركة مرنة، فعلى سبيل المثال إذا ماكنت تقوم بالتصوير فيديو بعدد إطارات 24 إطار في الثانية، فإنه وفقاً لقاعدة 180 درجة، يجب أن تكون سرعة الغالقة 1/50 – 1/48 ثانية بقيم سرعة الغالق التي نعرفها في كاميرات الفيديو والفوتوغراف، أما في قاعدة ال180 درجة فإن سرعة الغالق هنا تكون 180 درجة – 172.8 درجة.
توفر القاعدة أفضل نسبة لإظهار الحركة في الفيديو متوافقة مع مايراه دماغنا حركة طبيعية، بالتالي فإن القاعدة توفر لنا أفضل نسبة بين سرعة الغالق ومعدل الإطارات في الثانية FPS لتوفير حركة سلسة في الفيديو. إقرأ المزيد حول مفهوم زاوية الغالق وقاعدة 180 درجة من هنا.
2- تجنب السطوع العالي في اللقطات
حين تحتوي المشاهد على لقطات عالية السطوع، سنبداً بمواجهة مشاكل عند محاولة الإستفادة من المعلومات في الصورة، فاللقطات التي تحتوي على سطوع عالي، يعني ذلك أن البكسلات في تلك اللقطة مضاءة بشكل عالي لدرجة أننا لانستطيع إستخراج المعلومات من تلك البكسلات، أي أننا سنلاحظها على شكل لون أبيض ساطع فقط، وعند محاولتنا لتصحيح تلك المشكلة في برامج المونتاج والتلوين السينمائي، سنواجه مشاكل على إعتبار أنه في 80% من الحالات لن نستطيع إستخراج أي تفاصيل من تلك المناطق.
لذا يكمن الحل بتجنب السطوع العالي في اللقطات التي نقوم بالتصوير بها، من الطرق التي تساعدنا على إكتشاف ما إذا هنالك أي سطوع عالي في اللقطة، هي مخططات الويف فورم، والهستوغرام، قمنا سابقاً بالحديث المفصل عن أسلوب قراءة تلك المعطيات من المخططات البيانية الموجودة في الكاميرات والشاشات وأجهزة الكمبيوتر، بإمكانكم الوصول إلى تلك المعلومات عن طريق قراءة المقالة التالية : لنتعرف إلى مخططات Waveforms ،Scopes، و Histogram، وكيف يمكننا قرائتها.
3- إعرف حدود الكاميرا التي تستخدمها
يسعى السينمائيون دائماً لفهم الكاميرات التي يتعاملون معها قبل أن يباشروا العمل، وذلك عن طريق فهم اللون الرمادي المتوسط فيها، وكم وقفة من الضوء تستطيع الكاميرا التعامل معه فوق وتحت اللون الرمادي المتوسط، حين نعرف فرضاً أن الكاميرا X التي نعمل عليها تحتوي على 4 وقفات فوق و 4 تحت اللون الرمادي المتوسط، عندها نعلم أنه يمكننا التصوير أعلى بوقفة أو وقفتين أو أقل بوقفتين وستكون الصورة مثالية دون مشاكل.
معرفة الحدود التي تستطيع التعامل معها سيسهل عليك العمل بشكل كبير، فمعرفتك لكمية الإضاءة أكانت بزيادة أم بنقصان، ستوفر لك المعلومات المناسبة لك للحصول على مشهد مضاء بشكل متناسق، هذه الطريقة إتبعها سينمائيون كبار أمثال السينمائي جوناثان فريمان في حلقات المسلسل الشهير game of thrones :
والسينمائي غوردين ويللز في فيلم The Godfather :
4- إحرص على تكوين صحيح في مشهدك
كما أن القصة الناجحة للفيلم هي معيار لجذب المشاهد ونجاح الفيلم، تعتبر أيضاً القوة السينمائية للفيلم عاملاً مساعداً في رواية القصة والتأثير على المشاهد ونجاح الفيلم بالطبع، يعرّف صانعو الأفلام أن التكوين/التأطير ضروريان لنقل المشاعر المقصودة من المخرج إلى المشاهد، وهنالك عدد من الطرق التي يمكنك اتباعها في تأطير وتكوين نفس الموضوع بطريقة تغير مشاعر الجمهور للموقف المحدد وتتناسب مع طبيعة وحاجة الفيلم.
حين تقوم بتكوين كادر ما، ضع في إعتبارك كل من قواعد التكوين المعروفة والشهيرة، كقاعدة الأثلاث، وقاعدة التنصيف، وتشكيل التناظر ،وقاعدة النقطة الواحدة، والإنتباه إلى خطوط التوجيه في الكادر، كل ما سبق وذكرته هنا هو موجود في كل لقطة من الأفلام العالمية التي تشاهدها بشكل متكرر، بإمكانك الإنتقال إلى المقالة التالية للإطلاع على كل قاعدة من القواعد السابقة والتعرف إليها، وفهم آلية عملها، أساسيات تكوين المشاهد والكوادر، لنتعرف كيف يكوّن السينمائيون مشاهدهم؟
5- إستخدم عمق ميدان ضحل
بإستخدامك لفتحة عدسة واسعة، تستطيع الإستفادة من عمق الميادن الذي تقوم بالتصوير فيه، وذلك عن طريق عزل العنصر الرئيسي عن الخلفية والعناصر الثانوية في المشهد، راجع مقالة فتحة العدسة وعمق الميدان
6- صور بمعدل إطارات 24p
يتم تصوير جميع الأفلام الحديثة تقريبًا بمعدل 24 إطارًا في الثانية، إذا كنت تريد أن تجعل لقطاتك تبدو سينمائية المظهر، فيجب عليك التصوير بإطارات 24 إطارًا في الثانية.
تسمح لك معظم الكاميرات الحديثة بالتغيير على الأقل بين 30 و 24 إطارًا في الثانية، إذا كنت ترغب في تصوير لقطات بالحركة البطيئة، فيمكنك التصوير بمعدل إطار أعلى مثل 60 إطار في الثانية أو 120 إطار في الثانية وإبطائها إلى 24 إطارًا في الثانية عند التحرير والمونتاج.
7- صور بصيغة RAW
صيغة RAW هي ملفات بأحجام كبيرة، تقوم الكاميرا بتسجيلها قبل معالجة الفيديو، تسمح لنا هذه الملفات بالتحكم بكل معطيات الفيديو في المونتاج، كتعديل قيمة التعريض من خلال تعديل قيمة ISO، وتعديل السطوع بما يقارب 12 وقفة، وتعديل الألوان والحرارة اللونية في الفيديو حتى لو كان الفيديو بحالة إضاءة سيئة وغير صحيحة نوعا ما.
بحيث سيكون لديك تحكم أكبر بالفيديو الخاص بك عند الانتقال إلى برنامج التحرير والتلوين السينمائي.
We Are Film
8- إستخدم عدسات البرايم
العدسات التي تحتوي على قابلية تغيير البعد البؤري فيها، تسمى عدسات الزووم وهي تلك العدسات التي بتعديل الحلقة الموجودة عليها تقوم بالتقريب، على عكس عدسات البرايم، فهي عدسات ثابتة الزوم (ذات بعد بؤري ثابت)، بمعنى لا يمكن عمل زووم عن طريق العدسة.
لذا لتجعل لقطاتك تبدو أفضل بعشر مرات، اخرج واشتري عدسة برايم، بالطبع لا تمنحك عدسة البرايم مرونة التصوير باستخدام التكبير/الزووم، ولكن ربما لن تستخدم ميزة التكبير/الزووم لعدة أسباب أهمها، أن عدسات البرايم تميل إلى أن تكون أكثر وضوحًا وحدة، وأفضل في الإضاءة المنخفضة وقادرة على إنتاج عمق ميدان ضحل أكثر.
بالطبع يعد الزووم أمرًا رائعًا لتصوير مباراة كرة قدم،ولكن ليس في تصوير فيلم، هناك حالات قليلة جدًا تم إستخدام الزووم في السينما الحديثة، راجع الفيديو الذي أعددناه مسبقاً من هنا :
إلى هنا أتمنى أن تكون هذه الخطوات قد قدمت ماهو جديد ومفيد لكم في أعمالكم، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتكم المقالة ؟ شاركوها مع أصدقائكم ..