سرعة الغالق ماهيته وما علاقته وتأثيره على المشهد وعلى المستشعر في الكاميرات.

التصوير الفوتوغرافي هو أحد اهم الفنون البصرية في القرن الواحد والعشرين خصوصاً بعدما أصبح من السهل توفر كاميرات بإختلاف أنواعها وأحجامها في متناول الجميع. في السلسلة التالية سنحاول صياغة أساسيات التصوير بإسلوب مختلف نظراً لأهميتها العلمية في كل من تصوير الفيديو/الفوتوغراف.

في الشروحات القادمة سنتكلم في ما يلي:

  • سرعة الغالق وما علاقتها وتأثيرها على المشهد والصورة وعلى المستشعر.
  • فتحة العدسة وما علاقتها وتأثيرها على المشهد والصورة وعلى المستشعر.
  • الأيزو وما علاقته وتأثيره على المشهد والصورة وعلى المستشعر.
  • مثلث التعريض وآلية موازنة العناصر لتكوين صورة صحيحة.
  • البعد البؤري.
سرعة الغالق
سرعة الغالق (بالإنجليزية: Shutter speed)

يعتبر الضوء المكون الأساسي لأي مشهد نراه نحن / تسجله الكاميرا، حيث ان الضوء هو أساس أي مشهد وهو ما يكون في عقلنا مشهد مكون من الابعاد الالوان والاشكال، في التصوير بشكل عام تدخل تلك الإنعكاسات إلى باطن الكاميرا لتسقط على سطح حساس للضوء (المستشعر) ثم تعالج هذه المادة فينتج عنها المشهد او الصورة.

كما تكلمنا سابقاً فإن أي الصورة مكونة تماماً من الضوء!

لذا للوصول إلى صورة صحيحة علينا تعريض المستشعر إلى كمية من الضوء خلال وقت زمني معين لإلتقاط الصورة، وهنا يأتي عنصرنا الاول في تكوين الصورة , وهو الغالق “الشتر” فهو عبارة عن بوابة تسمح للضوء بالمرور إلى المستشعر خلال مدة زمنية معينة تقاس بالثواني و أجزاء الثواني كما هو موضح في الرسم التالي:

آلية تحكم الغالق بكمية الضوء الداخل إلى المستشعر
آلية تحكم الغالق بكمية الضوء الداخل إلى المستشعر

المدة الزمنية لتلك البوابة مهم جداً، فكلما كانت المدة الزمنية أطول كان الضوء الواصل للمستشعر اكثر والعكس صحيح، فكلما كانت المدية الزمنية أقل كان الضوء في المستشعر أقل.

حسناً لكن ما تأثير المدة الزمنية وكمية الضوء على الصورة بحد ذاتها؟!

سرعة الغالق

كما نرى فإن مدة الشتر التي تسمح لكمية عالية او قليلة من الضوء بالوصول إلى المستشعر سيؤدي في زيادته الى تكوين صورة عالية السطوع وبالتالي غير صالحة للإستخدام وكما في نقصان كمية الضوء (مدة أقل من اللازم) ستؤدي إلى صورة مظلمة غير واضحة

لاحظوا معي آلية إلتقاط الصورة من لحظة الضغط على الزر وحتى نهاية العملية، ترتفع المرآة التي تسمح لنا بالرؤية العينية لتسمح للضوء بالوصول إلى الغالق ثم إلى المستشعر

إذا هنالك سؤال مهم يطرح هنا !

كيف لي أن أعرف ماهي قيمة سرعة الغالق الصحيحة التي يجب أن أختارها؟!

كما نشاهد في الرسم المرفق فإن سرعة الشتر تؤثر بكمية تعرض المستشعر إلى الضوء والمدة الزمنية لذلك التعريض .
لاحظ في السرعة العالية يتم التقاط الصورة خلال مدة زمنية عالية جداً لذا تتكون لدينا صورة سريعة ثابتة وكان العناصر فيها متجمدة

في حين ان السرعة البطيئة للشتر تؤثر على الاجسام المتحركة حيث أن الوقت اللازم لتسجيل الصورة اطول وبالتالي سينتج لدينا صورة تحتوي على ضوء اعلى وستتأثر الاجسام المتحركة بكمية من الموشن بلر وبالتالي عدم وضوح !

وهنا معرفة العنصر المراد تصويره والمراد من الصورة سيشكل لدينا فهم للقدر المراد !

تصويرنا لسيارة مسرعة او لشخص يركض يحتاج إلى سرعة عالية من الشتر بالتالي
ستنتج لدينا صورة بجزء من الثانية واضحة وكانها متجمدة !
سرعة الغالق
في حين تصويرنا للعناصر المتحركة بسرعة شتر بطيئة
ستنتج لدينا تاثير المرشن بلر وهو ما نشاهده من عدم وضوع في الصورة التالية !

لذا :
فإن سرعة الشتر كما ذكرنا سابقاً تؤثر في أمرين :

1- تؤثر في كمية الضوء الداخل إلى السنسور (مستشعر الكاميرا)
لذلك كلما كانت سرعة الغالق او الشتر اسرع كلما كانت كمية الضوء التي تدخل أقل

2-تؤثر في تثبيت الاجسام المتحركة
يعني كلما كان سرعة الغالق اسرع كلما كانت الحركة ذات وضوح اكثر (خلال اجزاء من الثانية)

إلى هنا نكون قد انهينا الحديث عن سرعة الغالق وننتقل وأياكم إلى فتحة العدسة
قم بالإشتراك في قناة التلغرام ليصلك كل جديد من مقالاتنا عبر الضغط على هنا

عبد الهادي العاني
عبد الهادي العاني

مصور سينمائي سوري مقيم في إسطنبول، ملتزم بتعزيز المحتوى العربي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة في الجانب التقني من صناعة الأفلام.

المقالات: 176