أساسيات تكوين المشاهد والكوادر، لنتعرف كيف يكوّن السينمائيون مشاهدهم؟

كما أن القصة الناجحة للفيلم هي معيار لجذب المشاهد ونجاح الفيلم، تعتبر أيضاً القوة السينمائية للفيلم عاملاً مساعداً في رواية القصة والتأثير على المشاهد ونجاح الفيلم بالطبع، في هذه المقالة سنأخذكم في رحلة سريعة على أهم الأسس التي يتبعها السينمائيون في تكوين المشاهد والكوادر للوصول إلى كوادر صحيحة تساعد وتساهم في رواية القصة.

تكوين المشاهد والكوادر

يعرّف صانعو الأفلام أن التكوين/التأطير ضروريان لنقل المشاعر المقصودة من المخرج إلى المشاهد، وهنالك عدد من الطرق التي يمكنك اتباعها في تأطير وتكوين نفس الموضوع بطريقة تغير مشاعر الجمهور للموقف المحدد وتتناسب مع طبيعة وحاجة الفيلم.

أهم قواعد التأطير وتكوين المشاهد والكوادر :

تكوين المشاهد والكوادر

قاعدة الأثلاث

تقوم قاعدة الأثلاث على تقسيم الكادر المراد تصويره إلى خطين أفقيين وآخرين عموديين، بحيث يشكلان شبكة مكونة من 9 مستطيلات، تتقاطع هذه الخطوط في أربع نقاط تعتبر نقاط القوة، يعتمد السينمائيون على قاعدة الأثلاث في تكوين كوادرهم إذ أنها تعتبر قاعدة أساسية في تكوين أي مشهد، يتم من خلال القاعدة تحديد اماكن الممثلين أو العناصر المراد تصويرها لتكون أسهل وأكثر راحة للمشاهد، سبق وأن تكلمنا في مقالة منفردة عن قاعدة الأثلاث.

النسبة الذهبية

كتب ليوناردو بيزا leonardo of pisa المعروف كذلك باسم فيبوناتشي Fibonacci الكثير من الكتب حول المشكلات في الرياضيات، لكن أشهر ما عُرف عنه هو النسبة الذهبية Golden Ratio ومتتالية فيبوناتشي Fibonacci sequence.

تتكون متتالية فيبوناتشي من الأرقام التالية : 0 – 1 – 1 – 2 – 3 – 5 – 8 – 13 – 21 – 34 – 55 – 89 – 144 – ……. وهكذا، وتعتمد المتتالية على اختيار أول رقمين ثم نكمل باقي أعداد المتتالية عن طريق جمع الرقمين السابقين له، فلو جمعنا 0 + 1 = 1 وإذا جمعنا 1+1 = 2 وهكذا، هذه الأرقام تلعب دورًا رئيسيًا في الفنون بشكل عام.

تكوين المشاهد والكوادر

تخيل إذا كان كل رقم يعبر عن شكل معين مثل الرقم الثاني 1 يمثل مربع والرقم الثالث 1 أيضا يمثل مربع آخر، فإذا وضعنا المربعين بجوار بعضهما سوف نحصل على المربع الخاص بالرقم التالي وهو رقم 2 وهكذا مع باقى الارقام، لو جمعنا هذه المربعات سيتم تشكيل ما يعرف “بالمستطيل الذهبي”.

تكوين المشاهد والكوادر

يستخدم السينمائيون القاعدة الذهبية في تكوين كوادر ذات محور قوة يتمثل في المربعين 1-1، في الفيديو التالي نستعرض لكم تأثير القاعدة الذهبية في تكوين الكوادر:

قاعدة التنصيف

تقوم فكرة قاعدة التنصيف على قسم الكادر إلى قسمين متساويين تماماً، يمر في منتصف الكادر خط وهمي يفصل بين الطرفين، تمتاز أعمال المخرج ويس أندرسون بكثرة تطبيق هذه القاعدة، في الفيديو التالي نعرض لكم كيف إستخدمه هذه القاعدة، والجمالية في تكوين الكوادر:

إتباع خطوط التوجيه الوهمية

الفكرة هنا تعتمد على الإستفادة من العناصر في الكادر لخلق خطوط وهمية تقود عيون المشاهدين نحو العنصر المراد تسليط الإنتباه إليه، هنالك الكثير والكثير من الأشكال التي يستخدمها السينمائيون لإستغلال خطوط التوجيه.

إليكم في الصور التالي مجموعة من الأمثلة المميزة :

التناظر وقاعدة النقطة الواحدة

يعمل منظور النقطة الواحدة عن طريق وضع منظور الكاميرا في الجهة المقابلة مباشرة من خط الأفق ونقطة التلاشي. يستفيد صناع الأفلام مثل بول توماس أندرسون ، ويس أندرسون ، وستانلي كوبريك من منظور النقطة الواحدة والتماثل والتناظر في التصوير السينمائي لتشكيل إطار للعمل داخل مشهد ما.

يُعتقد على نطاق واسع أن ستانلي كوبريك، يستخدم هذا النوع من التكوين للحصول على رد فعل فسيولوجي، لجعل الجمهور في حالة غير مريحة، نظراً لأنه رد الفعل الطبيعي لهذا النوع من المشاهد، في مقطع الفيديو التالي يظهر لدينا إستخدام ستانلي كوبريك لنظرية النقطة الواحدة والتناظر المبني عليها:

أبعد من ذلك

في فيلم parasite، جزء من القصة يسرد كيفية وجود حاجز بين أصحاب البيت (الطبقة الرفيعة)، والعاملين في المنزل، تم إستخدام هذا الجزء من القصة في تكوين أجزاء من بعض الكوادر، حيث تم دراسة أماكن وحركة الممثلين دونما التعدي على الحاجز الفاصل بين الطبقتين الإجتماعيتين في الفيلم.

التأطير

التأطير هو خلق إطار معين ضمن الكادر، يحصل ضمن هذا الإطار الأحداث المهمة، فتكون الفكرة قائمة على حد المشهد ضمن إطار في المشهد.

الهيدرووم

الهيدرووم هو المسافة مابين حدود الصورة/المشهد وبين رأس العنصر أو الممثل، من المهم جداً الإبقاء على مسافة الهيدرووم بمقدار متوازن دون الإفراط فيها او قطعها نهائياً.

لوكينغ رووم

تتمحور فكرة اللوكينغ رووم حول إعطاء الممثل الأريحية في الكادر نحو الجهة التي ينظر إليها، إذا كان الممثل يتكلم أو ينظر إلى اليسار فعلينا جعله في يمين الكادر(المكان المعاكس تماماً)، كسر هذه القاعدة يعطي إحساساً للمشاهد بعد الراحة.

نلاحظ هنا عودتنا للقاعدة الأم قاعدة الأثلاث

إلى هنا نكون قد قمنا بتعداد مجموعة لابأس بها من القواعد التي يتبعها السينمائيون في تشكيل كوادرهم، في المرة القادمة التي تشاهد فيها فيلماً، حاول أن ترصد هذه القواعد، وكيف ساعدت وساهمت في إيصال القصة والفكرة بشكل أفضل.

إلى هنا أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى الحصري.
دمتم مبدعين.

هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..

عبد الهادي العاني
عبد الهادي العاني

مصور سينمائي سوري مقيم في إسطنبول، ملتزم بتعزيز المحتوى العربي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة في الجانب التقني من صناعة الأفلام.

المقالات: 176