Moiré : كيف تتشكل في لقطاتنا وماهي طرق تجنبها

ما الذي سيحصل لو أننا قمنا بتصوير مادة ما، لجسم يحتوي على نقش أو نمط – Pattern معين لا تستطيع الكاميرا معالجة ذلك النقش وتكراره، وبالتالي عدم القدرة على عرضه بالشكل الصحيح؟، في مقالتنا اليوم سنتعرف معاً على معنى كلمة Moiré – مواريه، وكيف يؤثر هذا المصطلح على اختيارنا للألبسة والمواد التي نقوم بتصويرها؟

Moiré : كيف تتشكل في لقطاتنا وماهي طرق تجنبها

بتصرف عن : The American Society of Cinematographers

عندما يعمل مصمم الأزياء – Costume Designer مع مدراء التصوير لإختيار الملابس المناسبة، تُطرح أسئلة عن ماهية ألوان الألبسة التي يتوجب أن تتبع لنمط الألوان – Color Palette المعتمد في العمل الفني، كما السؤال عن طبيعة المواد المستخدمة في الملابس التي سيتم إعتمادها، لتفادي أي نمط من اللمعان أو الشفافية أو التأثيرات الغير مرغوبة، واحدة من هذه التأثيرات التي تسبب مشاكل جمّة أثناء التصوير هي تأثير Moiré – مواريه.

تأثير Moiré – مواريه

تأثير Moiré – مواريه هو التأثير الذي قد يظهر في الملابس أو الأسطح التي تحتوي على نمط – Pattern مرئي لا تستطيع الكاميرا إنتاجه نظراً لتعارض الترددات المكانية لما يمسى Photosites في مستشعر الكاميرا، مع تردد تكرار النمط – Pattern الموجودة في نسيج المادة التي نقوم بتصويرها.

  • اذا كانت كاميرتك تحتوي على مستشعر 24 ميغا بكسل، ذلك يعني أن المستشعر يحتوي على 24 مليون Photosites، للمزيد:

بشكل أكثر تفصيلاً : لماذا يحصل تأثير Moiré – مواريه ؟

يبدأ الأمر بفهم مبسط لنظرية أخذ العينات نيكويست شانون، وهي نظرية أوجدها وطورها العالمان هاري نيكويست وكلود شانون، والتي تنص على أنه لكي نتمكن من إعادة تشكيل نمط – Pattern متكرر بشكل معين وأخذ عينات منه، فإن الحد الأقصى للتفاصيل التي يمكن إعادة إنتاجها هو نصف عدد العينات المأخوذة، كانت هذه النظرية قائمة ومعتمدة بالنسبة للعينات الصوتية، لكن وجد العلماء أن ذات المفهوم والنظرية قابلة للتطبيق على الصور وأجهزة التسجيل المرئي.

لذ، عندما نقوم بتصوير مادة ما، فإن كل Photosites موجود على المستشعر وداخل كل بكسل، سيقوم بإخذ عينة من الفوتونات الضوئية المنعكسة عن السطح الذي نقوم بتصويره، ويتم تطبيق نظرية نيكويست شانون، ليتم بعدها إعادة إنتاج وترتيب تلك الفوتونات لتتشكل لدينا الصورة.

لكن ومن خلال تعريفنا لتأثير Moiré – مواريه، يتوجب علينا معرفة كيف يمكننا تحديد دقة أو قدرة أي نظام في اي كاميرا على إعادة تشكيل اللقطة التي قمنا بتصويرها، وتحليل التفاصيل فيها وإعادة إنتاجها بالشكل الصحيح.

لإنه وإذا حاولنا تصوير مادة ما تحتوي على نمط – Pattern متكرر بشكل يتجاوز قدرة كاميرتنا على إعادة إنتاجه، فسيؤدي ذلك إلى تشوه الصورة وتشكل ما نسميه تأثير Moiré – مواريه، كما في الصورة أدناه :

لتحديد قدرة أي نظام على تكرار نمط – Pattern، نستخدم ما يسمى بمخططات رونشي – Ronchi، وهي عبارة عن سلسلة من الخطوط المتوازية باللونين الأبيض والأسود، تتباعد عن بعضها البعض بقدر يتناقص بشكل تدريجي كما في المخططات أدناه :

مخططات قاعدة رونشي

بإعتبار أن المخطط أعلاه مكون من خطوط بيضاء وسوداء، وبإعتبار نظرية نيكويست شانون التي تحدثنا عنها بشكل مختصر أعلاه، والتي تنص على أن الحد الأقصى لقدرة أي نظام على إعادة تمثيل وإنتاج نمط – Pattern متكرر، هو نصف ذلك النمط فقط، يمكننا القول بإنه يمكن لكاميرا تحتوي على 4096 Photosites في مستشعرها، يمكن أن تعيد إنتاج 2048 خط من خطوط قاعدة رونشي.

تذكر أنه اذا كانت كاميرتك تحتوي على مستشعر 24 ميغا بكسل، ذلك يعني أن المستشعر يحتوي على 24 مليون Photosites، للمزيد : كيف يعمل مستشعر الكاميرا وكيف يولد الصورة


رسالة من شركائنا

قدمت لكم هذه المقالة بدعم من منصة FrameSet، لربما تسائلت عن مصدر الصور واللقطات من الأفلام الموجودة في هذه التدوينة، وكيف أمكننا جمع كل تلك الصور التي تتعلق بالنوافذ، بطريقة تخدم دراستنا اليوم، FrameSet هي مكتبة بصرية سينمائية متكاملة للمخرجين ومدراء التصوير، تحتوي على أرشيف من اللقطات المؤرشفة والقابلة للبحث بحسب عدة تصنيفات، وتضم كل من الإعلانات، الفيديو كليبات، والأفلام السينمائية، لمزيد من التغذية البصرية لصناع الأفلام، بإمكانكم تصفح المكتبة مجاناً وتجربتها كما بإمكانكم الحصول على خصم 25% من خلال إشتراككم في المنصة عبر رابطنا التالي : هنا


إذا كيف يتشكل تأثير Moiré – مواريه ؟

الآن في حال قمنا بمحاولة تصوير مجسم ما يحمل نمط – Pattern فيه تكرارات أكثر من قدرة الكاميرا على إنتاج تلك التكرارات، بمعنى أن عدد الخطوط أعلى من عدد البكسلات (أكواب إستشعار الضوء داخل كل بكسل في سينسور الكاميراPhotosites ) على المستشعر، سيظهر لنا تأثير Moiré – مواريه لعدم قدرة الكاميرا على إنتاج تلك التفاصيل، وتجاوز حدود نظرية نيكويست شانون.

UNDER THE BANNER OF HEAVEN : SEASON 1 – EPISODE 6 

المشكلة الأكبر أن هذا التأثير لا يمكن التعامل معه في مرحلة مابعد الإنتاج (المونتاج)، البعض يلجأ لتطبيق بعض الفلاتر لتخفيف التأثير، والمشكلة الأخرى ايضاً أن ماتكلمنا عنه هو فقط نسيج أو نمط – Pattern المنتظم ذو إتجاه واحد، ولكم أن تتخيلوا كم التأثير السلبي لو كان لدينا عدة أنماط – Patterns تتقاطع مع بعضها البعض أو تشكل أشكالاً أكثر تعقيد من مجرد خطوط بسيطة، لذلك يتوجب علينا الإبتعاد عن أي ملابس، أو مواد تحمل أنماط – Patterns دقيقة قد تسبب لنا ظهور تأثير Moiré – مواريه في اللقطات.

يؤثر أيضاً على ظهور تأثير Moiré – مواريه شدة تباين الإضاءة بين العناصر، وقدرة العدسة المستخدمة على إظهار الفرق بين عنصرين يتم تصويرهما كخطين متوازيين أو نقاط متقاربة، وهو ما نسميه resolving power في العدسات، كما يؤثر أيضاً طبيعة آلية ضغط الملفات وحفظها Recording Format ضمن الكاميرا، بالإضافة إلى آلية تخريج المادة النهائية مابعد عملية المونتاج أو التحرير، لذا يتوجب علينا الإنتباه للنقطة الأولى بعدم الإقتراب من الاسطح التي قد تسبب لنا ظهور تأثير Moiré – مواريه في أعمالنا.

قد يحصل تأثير Moiré – مواريه أيضاً عند تصوير مادة تحتوي نسيج أو نمط – Pattern ما بدقة عالية 6K فرضاً، وكانت المادة لا تحتوي أي مشاكل، لكننا في عملية المونتاج قمنا بتحويل المادة إلى حجم HD، بالتالي فإن التفاصيل الدقيقة والنمط – Pattern الذي كان في المادة الأساسية قد يسبب لنا تأثير Moiré – مواريه ويظهر بشكل مزعج وغير مرغوب ومشتت للغاية.

تأثير Moiré – مواريه والشاشات

أحد أهم المواضع التي يظهر فيها تأثير Moiré – مواريه، هو عندما نقوم بتصوير شاشة ما عن قرب، فتظهر البكسلات على الشاشة بتفاصيلها الدقيقة جداً، لتسبب تأثير مواريه بأسبابه التي تحدثنا عنها أعلاه، خصوصاً عند الحديث عن تقنية الإنتاج الإفتراضي – Virtual Production، حين يتعامل مدراء التصوير مع جدران من الشاشات التي تشكل الخلفية في المشهد، إحدى أهم الطرق لتفادي ظهور تأثير المواريه، هو فصل العنصر المراد تصويره عن الخلفية (الشاشة) وجعل الخلفية خارج نطاق التركيز/الفوكس، يشاركنا ديفيد من
Learn Stage Lighting، معلومات مختصرة عن طريقة تجنب ظهور Moiré – مواريه في أعمالنا حال تعاملنا مع الشاشات.

أتمنى أن تكون المقالة واضحة قدر الإمكان وأجابت عن تساؤلاتكم حول مصطلح Moiré وماهي أسبابه وآلية تفادي ظهوره في أعمالنا، أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم أيضاً إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى الحصري.
دمتم مبدعين.

هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..

عبد الهادي العاني
عبد الهادي العاني

مصور سينمائي سوري مقيم في إسطنبول، ملتزم بتعزيز المحتوى العربي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة في الجانب التقني من صناعة الأفلام.

المقالات: 176

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *