مع التطورات التقنية السريعة التي نشهدها في السنوات العشر الأخيرة، ومع الحاجة الملحة في مجال صناعة الأفلام للتأقلم مع التطورات التقنية، للوصول إلى عمل بحرفية أكثر، وبتكلفة وجهد أقل، كان لابد لمجال صناعة الأفلام أن يلقى هو الآخر حيزاً من التطورات التقنية وأهمها الإنتاج الإفتراضي – Virtual Production فما هو ومادوره في تطور صناعة الأفلام ؟
ماهو Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي
virtual production – الإنتاج الإفتراضي هو طريقة ناشئة تستخدم مجموعة من البرامج والأدوات لدمج لقطات حية لعنصر ما كممثل وغيره، مع عالم رسومي إفتراضي، وذلك بتفاعل كل من الأخيرين مع بعضهما البعض.
مع إستخدام virtual production – الإنتاج الإفتراضي في عالم صناعة الأفلام، لم يعد إستخدام المؤثرات البصرية محصوراً في مرحلة بعد الإنتاج، بل أصبح العمل عليها قبل الإنتاج ليتم إضافتها أو إضافة جزء منها في مرحلة الإنتاج مباشرة وبالشكل الحي
بشكل آخر أكثر تبسيطاً، تقوم فكرة virtual production – الإنتاج الإفتراضي على العمل على عالم إفتراضي يتم تصميمه ببرامج التصميم ثلاثية الأبعاد، كبرنامج unreal engine, ويتم عرض تلك العوالم على شاشات تمثل خلفية موقع التصوير، تتفاعل تلك الخلفيات مع حركة الكاميرا وحركة الفوكس والزوم وغيرها، كما توفر تلك الشاشات مصادر إضاءة للممثل مما يسمح بوجود حالة من الإضاءة الطبيعية في موقع التصوير.
تم إستخدام هذه التقنية في مسلسل The Mandalorian بحيث تم التصوير بشكل كامل ضمن إستديوهات محاطة بشاشات تعرض تلك العوالم المصممة مسبقا، وتتفاعل مع الكاميرا بشكل كلي.
ماهي آلية عمل تقنية Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي
تتمثل آلية عمل تقنية Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي بوجود مستشعرات حركة في موقع التصوير على إتصال مع جهاز تحكم متموضع على الكاميرا فتقوم مستشعرات الحركة بتتبع حركة الكاميرا التي يوجد عليها جهاز التحكم وتقوم بتمرير المعلومات لجهاز كمبيوتر في موقع التصوير فيقوم بتعديل معطيات العالم الإفتراضي بناء على تفاصيل حركة الكاميرا في موقع التصوير، صناع الأفلام الذين يعملون في مجال Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي يستخدمون أجهزة الواقع الإفتراضي ذاتها التي تستخدم في الألعاب، أهمها HTC Vive المعروفة والشهيرة، بحيث يتم تثبيت المستشعرات وجهاز التحكم كما ذكرنا أعلاه.
Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي وتأثيره على صناعة الأفلام
بإستخدام تقنية الإنتاج الإفتراضي أصبح من السهل إستخدام وتبديل وتعديل موقع التصوير بسرعة، بحيث يمكن أن تستبدل موقع التصوير إفتراضياً في برمجية unreal engine بشكل سلس، كما يمكنك التصوير في أماكن قد لا تستطيع في الواقع الوصول إليها.
في العام المنصرم واجهت شركات صناعة الأفلام العديد من المشاكل منها صعوبة التنقل والسفر والعمل ضمن مواقع تصوير كبيرة نظراً لجائحة كورونا، فكان البديل الإنتقال نحو الإنتاج الإفتراضي والعمل عليه مما ساهم بالوصول إلى العديد من الأعمال الفنية المميزة :
شركات عربية رائدة في مجال Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي ؟
عند الحديث عن مثل هذه التقنية لا يسعنا ذكر الجهود العربية التي تٌبذل في تطبيق هذه التقنية على أرض الواقع، الأصدقاء في شركة virtualistic المغربية لديهم تجربة فريدة في مجال الإنتاج الإفتراضي والتي بإمكانكم مشاهدة نموذج من أعمالهم في الفيديو أدناه :
يعتقد الكثير من السينمائيين منهم السينمائي روجر ديكنز والسينمائي جريج فريزر أنه وخلال العشر سنوات القادمة سيكون هنالك إنتقال كبير في مجال التصوير السينمائي نحو إستخدام أكبر لتقنية Virtual Production – الإنتاج الإفتراضي، وأننا سنشهد العديد من الأعمال السينمائية قد تم إنتاجها بالكامل ضمن مواقع تصوير وهمية معروضة على جدران من الشاشات.
إلى هنا، أحببت أن أنوه لآلية عمل هذه التقنية وكيفية تأثيرها على الإنتاج السينمائي، والطريقة التي تعمل بها لتبسيط فكرتها وللتمهيد للمقالات القادمة للحديث أكثر حول كيفية البدء بهذا المجال منزلياً.
ماهو رأيكم بهذه التقنية وما هو مستقبلها ؟ شاركونا آرائكم في التعليقات أدناه.
دمتم مبدعين.