ابتكر الباحثون في مختبرات الأبحاث التابعة لشركة Netflix نوعًا جديدًا من تقنيات الكروما التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكنها إنتاج صور بجودة وقوة عزل أكثر دقة وجودة من الطرق التقليدية لإستخدام الكروما التقليدية.
نستخدم في عالم صناعة الأفلام تقنية الكروما أو ما تعرف بـ Green Screen كأداة لتصوير جسم ما متحرك على خلفية تحمل لون مغاير لما يحمله ذلك العنصر، عادة ما تكون تلك الألوان اللون الأخضر والأزرق، نقوم لاحقاً في عملية المونتاج بسحب اللون الاخضر من الصورة ما يسمح لنا بإبقاء العنصر مفرغاً قابلاً لإستخدامه كعنصر غرافيك.
قد نجد بعض المشاكل أثناء عملنا مع الكروما خصوصاً عند تعاملنا مع العناصر الشفافة كالزجاج والبلاستيك، إضافة إلى مشاكل تتعلق بلون ملابس الشخصية، وهنا عملياً يكمن محور حديثنا عن التقنية الجديدة.
إذا ماهي هذه التقنية الجديدة وكيف تعمل ؟
Magenta Green Screen: Alpha Matting with Deep Colorization
ترتكز التقنية الجديدة التي طورها التقني والعالم في مختبرات نتفلكس دميتري سميرنوف على اطروحة ألفي راي سميث والتي تنص بأن “شفافية الصورة أمر أساسي مثل لونها” تعمل هذه التقنية باستخدام تشانل لوني واحد من تشانلات الألوان الثلاثة للكاميرا.
عند إضاءة الخلفية بتشانل لوني واحد ( اللون الأخضر) ثم يتم إضاءة العنصر بالتشانلين اللونيين (الازرق والأحمر) ما ينتج لدينا اللون الأرجواني على العنصر/الممثل.
لاحقاً يتم فصل اللون الاخضر وتكوين طبقة Alpha منه ثم إعادة إنتاج التشانل اللوني الأخضر على الممثل وإعادة تصحيح الالوان بإستخدام الذكاء الصنعي لتصحيح اللون على العنصر/الممثل، ليعود إلى لونه الطبيعي.
نستذكر معاً آلية عمل المستشعر في كاميرات الديجيتال والتي تكلمنا عنها في مقالة مخصصة : كيف يعمل مستشعر الكاميرا وكيف يولد الصورة
ماهي نتائج إعتماد هذه الآلية الجديدة ؟
تقدم هذه الآلية فائدة كبيرة حيث توفر طبقة ألفا (طبقة العزل Alpha) ذات دقة وجودة أفضل بكثير من التقنيات التقليدية المستخدمة في تصوير الكروما. بالإضافة إلى ذلك، لم يعد حظر استخدام الملابس الخضراء ضروريًا عند استخدام هذه التقنية، ولم تعد المواد الشفافة مشكلة أثناء التصوير كما يحدث في تقنيات الكروما التقليدية، مما يشمل التعامل مع الزجاج والمواد البلاستيكية الشفافة. يتيح فصل القنوات اللونية بشكل منفصل تحقيق عزل دقيق للخلفية مما ينتج عنه نتائج ذات جودة أفضل من حيث التفريغ وإزالة الخلفية.
في النهاية، تبقى تساؤلات حول إمكانية اعتماد هذه الآلية في مختلف الأعمال والمشاريع، وذلك نظرًا للتحديات المعقدة التي تواجهها هذه التقنية للوصول إلى النتائج المرجوة بالجودة المطلوبة. على الرغم من فائدتها الكبيرة في توفير طبقة ألفا وعزل بجودة عالية وإمكانية التعامل مع العناصر الشفافة بشكل أفضل، إلا أنها تتطلب جهدًا ومهارات متخصصة ومراحل متعددة لتنفيذها بنجاح.
من جانب آخر، تشجع التقنية الجديدة الابتكار وتوسيع آفاق صناعة الإنتاج الفني، وتعتبر خطوة مبتكرة في عالم التصوير والمونتاج. وقد تكون مناسبة بشكل خاص في بعض السيناريوهات الخاصة والمساحات المٌسيطر عليها بشكل كامل، ولكن قد تحتاج إلى مناقشة دقيقة في سياق التطبيقات الحقيقية والظروف المختلفة.
ماهي آرائهم حول هذه التقنية الجديدة؟ هل تعتقدون أنها تشكل إضافة هامة لعالم صناعة الأفلام؟ هل هناك تحديات أو معوقات تجدونها قد تجعلها أقل جدوى في بعض السيناريوهات؟
نتطلع لسماع آراءكم وتجاربكم حول هذا الموضوع المثير للاهتمام في التعليقات أدناه.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..