في هذه المقالة سنقوم بالحديث عن تقنية يتبعها السينمائيون في الإضاءة بغية الوصول إلى تعريض صحيح مع إبقاء التركيز على العنصر الأساسي دون أي تشتيت، ماسنتكلم عنه اليوم هو واحد من التقنيات المتبعة في الكثير من الأعمال الفنية، دعونا نبدأ مباشرة.
موازنة إضاءة الخلفية والعنصر الأساسي
هذه التقنية التي سنتحدث عنها اليوم هي تقنية تهتم بالشكل الأساسي في المشاهد التي يظهر فيها الممثل في مشهد حواري أو مشهد مقابلة بالدرجة الأولى.
من المشاكل التي يقع فيها الكثير من المصورين المبتدئين، هي أنهم يقومون بنصب الإضاءة وإضاءة الشخصية والخلفية بالشكل المتساوي دون أي فصل، وحتى لو كان هنالك فصل فإن ذلك الفصل يكون نوعاً ما عشوائياً، ويكون مبني على عزل فتحة العدسة الواسعة، وعزل العنصر عن الخلفية.
من الأساليب التي يستخدمها مدراء الإضاءة والتصوير أكان ذلك في الأفلام أم في الإعلانات أم في الوثائقيات والمقابلات، هي أنهم يقومون بفصل الإضاءة بين الإضاءة التي تنير الممثل، وإضاءة الخلفية.
بحيث تكون الإضاءة على الممثل أعلى من الإضاءة في الخلفية بمقدار وقفة، سبق أن شرحنا مصطلح الوقفات في مقالة سابقة تجدونها هنا :
ماهو مصطلح F-stop وما علاقته بفتحة العدسة.
لماذا تعد هذه القاعدة مهمة ؟
تسعى هذه القاعدة لخلق حالة من التباين – Contrast بين طبقات المشهد، دائما وأبداً يسعى السينمائيون في أعمالهم لخلف طبقات متعددة في الصورة، تكون تلك الطبقات طبقات مشكلة من العناصر الفيزيائية وترتيبها في المشهد، أو من خلال العزل بإستخدام فتحة عدسة واسعة، أو من خلال خلق التباين اللوني والتباين الضوئي بين تلك الطبقات.
لكن ماهو التباين – Contrast ؟ أجبنا سابقاً في منشور على حسابنا على إنستاغرام عن هذا السؤال بشكل مختصر وسريع بإمكانكم الإطلاع عليه من هنا :
كيف نقوم بتطبيق التقنية عند الإضاءة؟
هنالك عدة طرق لضمان تطبيق هذه التقنية بالشكل الصحيح، أحد أكثر الأساليب دقة هي إستخدام أجهزة Light Meter لقياس كمية التعريض في كل موقع ونقطة من اللقطة، كما يمكن ذلك بشكل تقريبي عن طريق العمل من خلال مقياس FALSE COLOR.
لكن دعونا نبقى ضمن الطريقة الأكثر دقة, وهي إستخدام أجهزة Light Meter، لايهم نوع مقياس الضوء ولا نوعيته، ما يهم هو قياسه للضوء بشكل صحيح.
لنفترض أنه لدينا مشهد ما لشخص في مشهد حواري، إذا ما أخذنا قيمة التعريض على وجهه من خلال تعريض كرة جهاز القياس نحو الضوء وقياسه، فأن قيمة التعريض في الخلفية يجب أن تكون أقل بوقفة من القيمة الموجودة على وجه الممثل.
لذا فالنفترض أن الجهاز أعطانا كمية تعريض على وجه الممثل F5.6 عندها يجب أن يكون التعريض في الخلفية أقل بوقفة من التعريض على وجه الممثل، في مقالة الوقفات و مصطلح F-stop شرحنا بشكل مفصل علاقة الأرقام ومعنى وقفة والفرق بين الوقفات تنازلياً أو تصاعدياً، أنصحكم بشدة بقراءة تلك المقالة.
حسناً إذا كانت الإضاءة على وجه الممثل بمقدار 5.6 F، فإن على الخلفية أن تكون بمقدار F 4، الآن لو أخذت المقياس وقمت بقياس الخلفية ولنفترض أنني وجدت القيمة 4.8F، ما يعني أنه عليّ الآن أن أخفض درجة الإضاءة في الخلفية بمقدار 0.8 وقفة، للوصول إلى تطبيق صحيح لهذه القاعدة، يمكنك ذلك عن طريق تخفيف الإضاءة من خلال الديمر إن وجد فيها، أو من خلال إبعادها عن الخلفية أو عن طريق تشتيتها.
العمل وفقاً لهذه التقنية سيضمن توافر توزيع صحيح ومتوازن في ارجاء طبقات المشهد، كما سيضمن أن يكون العنصر الأساسي هو العنصر الأكثر لفتاً للإنتباه على إعتبار أنه أعلى إضاءة من العناصر المحيطة به.
تابع أيضاً :
في الحقيقة سعيد جداً لما وصلنا إليه في المدونة من محتوى، حيث بدأت كامل المقالات ترتبط ببعضها كشبكة متينة، إذا ما وضعت في حسبانك هذه المقالة، وجميع المقالات السابقة التي تكلمنا عن الإضاءة والتصوير وتشكيل الكوادر وغيره “عملياً كل محتوى المدونة 🙂 ” ستجد فعلاً أن الموضوع بدأ نوعا ما يعيد نفس الفكرة لكن بطريقة مختلفة.
في آخر فيديو تحليلي قمت بنشره على حسابنا في باتريون وقناتنا على يوتيوب، تكلمت عن تحليل لإعلان قصير لا تتجاوز مدته الدقيقة، إذا ما قارنتم هذه المقالة بالمحتوى في الفيديو ستجدون أن الأفكار هي ذاتها تتكرر بشكل لطيف.
بالطبع يمكن كسر هذه القاعدة/ التقنية بحسب الحاجة، فكل قاعدة قابلة للكسر وفقاً لشروط معينة، لكن قبل كسر هذه القاعدة تذكر أن تتقنها جيداً، وهذا ما سنتركه لمقالة جديدة في وقت لاحق للحديث عن الأسباب التي قد تدفعنا لكسر هذه التقنية أو القاعدة.
إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..