ما الذي يعنيه مصطلح سرعة العدسة – Lens speed

في مقالة اليوم سنتحدث وأياكم عن مصطلح يصف سرعة العدسة، ما معنى ذلك وكيف للعدسة أن يكون لها سرعة؟

عند استخدام هذا المصطلح لوصف العدسات، يخطئ البعض في فهمه بالشكل الصحيح، فالبعض يقوم بترجمة هذا المصطلح إلى سرعة العدسة بتغيير التركيز – الفوكس، أو بسرعة إستجابة المحركات داخل العدسة لتغييرات مثلاً وهذا كله فهم خاطئ لمعنى هذا المصطلح، لذا لنتعرف معا إلى

ماهو أصل مصطلح سرعة العدسة – Lens speed

في الحقيقة مصطلح العدسة السريعة أو سرعة العدسة يعود إلى التصوير الفوتوغرافي، حيث أنه كلما كانت قيمة فتحة العدسة أقل رقماً وأوسع قطراً (مثال يقال لعدسة بفتحة 1.4 أنها عدسة سريعة) سمحت للضوء بالوصول بشكل أكبر نحو المستشعر.

والمنطق من كل هذا هو كلما كانت للعدسة قيمة أقل (فتحة أوسع) أصبح من المقدور لنا أن نستخدم سرعة غالق أسرع.

كلما كانت سرعة الغالق أسرع كلما إحتجنا للضوء بشكل أكبر وهذا يعني أنه ومع وجود عدسة بفتحة أوسع تسمح لمزيد من الضوء بالمرور عبرها نحو المستشعر، فإن ذلك يعني أنه بإمكاننا إستخدام سرعة غالق أسرع.

والعكس صحيح فالعدسة البطيئة (مثال عدسة ذات فتحة قصوى f4.5) تعني أنك ستحتاج إلى التصوير بسرعة غالق أبطأ نظراً لفتحتها الضيقة التي لاتسمح للكثير من الضوء بالمرور عبرها.

مالذي يعنيه مصطلح سرعة العدسة - Lens speed ؟
Blackhat (2015)
لقطة مصورة بفتحة عدسة واسعة = عزل أكبر = العدسة المستخدمة عدسة سريعة

الآن عند الحديث عن عملنا كصناع أفلام فإنه من الطبيعي أن نتبع قاعدة 180 درجة في تحديد قيمة سرعة الغالق، ولا نقوم بتغيير سرعة الغالق بتاتاً (كونه مرتبط بعدد الإطارات التي نقوم بالتصوير بها) لذا فالمصطلح بقي في المجال كمصطلح وصفي فقط للعدسات التي تحتوي فتحة واسعة.

لنتعرف معاً إلى مفهوم قاعدة 180 درجة في تحديد سرعة الغالق في التصوير السينمائي : من هنا

إلى هنا تكون الإجابة عن معنى هذا مصطلح سرعة العدسة – Lens speed قد تمت الإجابة عنه، لكن هنالك سؤال قد يراود البعض، لماذا لا توجد كل العدسات بقيمة فتحة واسعة جداً فتصبح كل العدسات سريعة؟ كيف يتم إعتماد قيمة فتحة العدسة أو قيمة F-Stop في العدسات؟

صورة تعبيرية تظهر فيها فتحة العدسة بشكل واضح

تكلمنا سابقاً في مقالة مفصلة عن ماهية مصطلح F-Stop وعلاقته بفتحة العدسة بشكل مفصل جداً، وضع العلماء قاعدة تختصر آلية تحديد كمية F-Stop وفقاً لقطر فتحة العدسة وكمية البعد البؤري للعدسة.

فببساطة يمكننا تقسيم قطر فتحة العدسة بالمليمترات على قيمة البعد البؤري للعدسة بالمليمترات للوصول إلى قيمة F-Stop التي سنصل إليها في المحصلة :

مالذي يعنيه مصطلح سرعة العدسة - Lens speed ؟

من خلال هذه المعادلة، يمكننا القول أنه وإذا كان لدينا عدسة ببعد بؤري 85 مم، وكان قطر فتحة العدسة 6 مم فستحصل على قيمة F-stop بحوالي F/14.1.

الآن عند تغيير قيمة فتحة العدسة فإننا في الواقع نقوم بتغيير قطر فتحة العدسة، بالتالي فإن قيمة F-stop تتغير وفقاً للمعادلة أعلاه.

الآن أحد المشاكل التي ستواجهنا لو أردنا إنشاء عدسة بفتحة واسعة جداً جداً، هي أن قيمة قطر فتحة العدسة ستكون واسعة جداً وسينتج لدينا عدسة كبيرة جداً، بالإضافة إلى أن عمق الميدان فيها سيكون ضيقاً لدرجة أن يصبح غير قابل للإستخدام، كون هنالك صعوبة في ملاحقة الفوكس ذو المجال الضيق جداً

مثال :
لنفترض أننا نريد إنشاء عدسة ببعد بؤري 85ملم وبإمكانها توفير فتحة عدسة بمقدار 0.3 كم ياترى يجب أن يكون قطر فتحة العدسة حتى نحقق وجود مثل هذه العدسة ؟

بالتالي :

ومنه :

لك أن تتخيل عدسة قُطر فتحتها فقط 283 ملم!! كم ستكون العدسة ذات حجم كبير ووزن وكتلة كبيرة؟ وكم ستكون متعبة ومربكة في موقع التصوير؟ هذا في حال قمنا بغض النظر عن عمق الميدان الضيق الذي سينتج لدينا

The Town (2010)

لذا وبشكل مختصر، فتحة العدسة الواسعة هي ما تحدد أكانت العدسة بطيئة أم سريعة، أكانت تسمح بإستخدام سرعة غالق سريع أم لا، وفي السينما وعالم الفيديو، فسرعة العدسة هي مجرد رمز لتصنيف العدسات التي تحتوي على فتحة عدسة واسعة، بالتالي إمكانية إستخدامها للوصول إلى مزيد من التعريض ومزيد من العزل في المشهد.

مثال حي

في فيلم The Revenant تم تصوير كامل الفيلم تقريباً بإستخدام الإضاءة الطبيعية، بالتالي كان هنالك حاجة ماسة لعدسات سريعة، للسماح لمزيد من الضوء بالوصول نحو المستشعر، بالتالي كان من الطبيعي أن نلاحظ إستخدام مدير التصوير ايمانويل لوبزكي – Emmanuel Lubezki لعدسات بفتحات واسعة جداً أمثال :

Zeiss Master Prime Distagon 12 mm T1.3  و Leica Summilux-C 100 mm T1.4 Lens 

وهو ما سمح بالوصول إلى الثيم المتبع في الفيلم، كون تلك العدسات تحتوي على فتحات عدسة واسعة

في المرة القادمة التي تسمع فيها مصطلح عدسة سريعة أو سرعة العدسة ضع في الحسبان أن المقصود هنا هو قدرة العدسة على توفير فتحة واسعة ومزيد من التعريض بإتجاه المستشعر.

إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.

هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..

عبد الهادي العاني
عبد الهادي العاني

مصور سينمائي سوري مقيم في إسطنبول، ملتزم بتعزيز المحتوى العربي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة في الجانب التقني من صناعة الأفلام.

المقالات: 180

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *