مع تطور تكنولوجيا التصوير السينمائي وتنامي المنافسة التقنية بين الشركات المنتجة للكاميرات، تظهر لدينا مصطلحات تقنية قد تبدو للوهلة الاولى مبهمة وغير واضحة للبعض، في مقالة اليوم، نتحدث معاً وبشكل تقني مفصل، عن نمط Open Gate في التصوير السينمائي، ماهو؟ ولماذا ومتى نستخدمه؟ وما هو تأثيره على الصورة وجودتها؟

ماهو نمط Open Gate ؟
تتيح لنا معظم الكاميرات التي نستخدمها التصوير بدقة تصل إلى 4k بنسبة أبعاد موحدة وهي 16:9، حيث تعتبر هذه الأبعاد هي الأبعاد القياسية في الإنتاج المرئي للتلفزيون والسوشل ميديا، فهي النسبة التي نشاهد فيديوهات اليوتيوب من خلالها، كما تتيح لنا كاميرات السينما التصوير بنسبة 2.40:1
الإلتزام بهذه القيم في نسبة الأبعاد في التصوير ولّدت لنا مستشعرات في الكاميرات بقياس يتناسب مع هذه الأبعاد، فمعظم الكاميرات على العموم تحتوي على سينسور بابعاد تسمح لنا بالتصوير بشكل طبيعي بهذه القيم.
ومع تطور الحاجة للمحتوى المرئي، وتعدد الإستخدامات له، أكان ذلك للقياسات المختلفة للمحتوى المرئي، في السوشل ميديا، او التلفزيون، او السينما، لجأت بعض الشركات وعلى رأسها شركة ARRI، للوصول إلى نمط مستشعرات جديدة وذكية، ووفرت حلاً بدأ من السؤال:
لماذا نلتزم فقط بالمساحة المعتادة من المستشعر؟ إذا كان بإمكاننا إستغلال مساحة أكبر منه؟
ومن هنا جاء مفهوم التصوير بنمط Open Gate، وهو ببساطة تسجيل الصورة على كامل مساحة المستشعر بدلاً عن الاقتصار على النسبة القياسية 16:9 أو 2.40:1، بمعنى أن هذا الأسلوب سيسمح للكاميرا بالتصوير من المستشعر بكامل أبعاده، مما ينتج صورة أكبر من حيث عدد البكسلات الفعلية.

ما الفائدة من كل تلك الدقة؟
الميزة الأساسية هنا أن الصورة الناتجة ستكون غنية أكثر بالتفاصيل، وذلك بكم عدد البكسلات المصورة وكمية المعلومات التي يقوم المستشعر بتسجيلها، كما وستفتح لنا هذه الميزة مساحة أوسع في مرحلة ما بعد الإنتاج/المونتاج، سواء إذا كنا بحاجة إلى إقتصاص الصورة بأبعاد مختلفة، أو القيام بعمليات تثبيت – Stabilization للصورة دون التضحية بجودة الصورة النهائية، ما سيسمح لنا بالإبقاء على الجودة النهائية للمشروع بجودة 4K مثلاً حتى لو قمنا بالتلاعب بالصورة في المونتاج، كذلك يسمح لنا التصوير بنمط OpenGate بإعادة تكوين الصورة وتحريكها داخل مشروع المونتاج لتتناسب مع ما نحتاجه في حال كان هنالك حاجة لذلك.
بالنظر كمثال للرسم رقم 1 أعلاه، نرى أنه يمكننا ومن ذات اللقطة الواحدة، الحصول على مادة مرئية بدقة 4K بأبعاد 16:9، وكذلك لقطات بدقة 4k بأبعاد 9:16 كقياس فيديوهات Reels مثلاً، ومن ذات اللقطة دون خسارة الدقة.
نمط Open Gate وتأثيره على أداء العدسات
في حين أن معامل ضغط عدسات الأنمورفك – Anamorphic لا يغطي تقريباً كامل قياس المستشعر في نمط Open Gate، وهو مالن نجد له تأثيراً كبيراً على الصورة ولن نحصل على كثير من المكاسب من هذا النمط، يبقى التأثير الأكبر هنا على أداء عدسات السفيركل – Spherical، صحيح أن التصوير بهذا النمط لن يغير من خصائص العدسة بطبيعتها، لكن عند التصوير بهذا النمط وإستخدام كامل مساحة المستشعر يصبح حجم الإطار / الفريم الفعلي أكبر مقارنة بذات المشهد لو كان قد صور على مساحة أصغر من المستشعر.

هذه المساحة الكبيرة من المستشعر ستنتج لنا عزل أكبر وأوضح في الخلفية، وبوكيه أكثر نعومة، وإحساس أكثر بالعناصر الموجودة لدينا في الكادر، خصوصاً لو كانت اللقطات بورتريه أو لقطات بقياس كلوز أب.

من التأثيرات الجانبية التي تنتج عن التصوير بهذا النمط، هو سهولة ضياع الفوكس أثناء التصوير نظراً لحجم السينسور المستخدم، ما يتطلب تركيزاً أكبر ومهارة أعلى لدى الفوكس بولر عند التصوير.
تقول السينمائية الأسترالية جينيفر كينت في مقابلة لها حول فيلم The Nightingale ونقتبس :
صورنا بكاميرا Arri Alexa Mini بنمط Open Gate، ما أعطانا مجالاً لنقوم بتحريك اللقطات في عملية المونتاج، هذا يعني أنه لو احتجنا لأي سبب كان لأن نحرك الكادر – reframing في مرحلة ما بعد الإنتاج، فسيمكنا ذلك نظراً لوجود مساحة هائلة في الكوادر، لكن ومع ذلك، 99% من الوقت اللقطات التي قمنا بتصويرها في موقع التصوير بنسبة 1.375 هي نفسها التي إنتهت على الشاشة دون أي تعديل.
ماذا يعني التصوير بنمط Open Gate لصناع المحتوى؟
مع تطور كاميرات الميرورليس – mirrorless في السوق اليوم، والتي أصبح بعضها يتيح لنا التصوير بنمط Open Gate، ككاميرات Lumix S9، Fujifilm X-H2S، Blackmagic pyxis 6k، أصبحت هذه الميزة أكثر توفراً للمصورين نعم سيكون حجم الملفات كبيراً مقارنة لكن هذا يعني أننا اليوم بمقدرونا التصوير بهذا النمط، ثم إصدار فيديوهات بقياسات مختلفة، أكان Reels، أو فيديوهات يوتيوب أو حتى للتلفزيون، دون التنازل عن دقة 4k للمشروع النهائي عند الرندر، ودون الإستغناء عن الدقة والجودة الكاملة للكاميرا، بمعنى آخر، سيكون لدينا حرية أكبر في مرحلة مابعد الإنتاج، ومرونة أكبر عند إعادة ضبط اللقطات داخل الإطار – Frame الخاص بالمشروع.
تخيل لو أنك تصور إعلاناً لشركة ما، وتريد من ذات الإعلان نسخة مخصصة للتلفاز، ونسخة مخصصة للسوشل ميديا بقياساتها المختلفة، كم سيوفر لنا من الوقت والجهد حين سنصور بكاميرات تسمح لنا بالتصوير بنمط Open Gate ؟

في الختام، أود تذكيركم أنه بإمكانكم إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى الحصري.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..