اكتسبت الطائرات بدون طيار – الدرون – Drone شعبية متزايدة في عالم صناعة الأفلام والتصوير السينمائي في الأعوام العشر الماضية، مما أتاح لصناع الأفلام بمختلف المستويات القدرة على التقاط لقطات جوية كان الحصول عليها مستحيلًا أو مكلفًا للغاية، ساهم استخدام طائرات الدرون في صناعة الأفلام بتقديم الكثير من الفوائد المهنية والفنية، لكن إستخدامها يطرح بعض التحديات التي يجب على صناع الأفلام أخذها بعين الإعتبار من أجل استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال.
لماذا الدرون – Drone ؟
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لاستخدام الطائرات بدون طيار أو المعروفة بالدرون – Drone في التصوير السينمائي في القدرة على التقاط لقطات من مجموعة واسعة جداً من الزوايا، حيث يمكن لصناع الأفلام بسهولة التقاط لقطات جوية شاملة توفر منظورًا فريدًا للحركة، يمكن أن يضيف اهتمامًا بصريًا و وعمقاً فنيا و روحاً درامية للمادة الفنية، خصوصاً أننا كبشر، غير مُعتادون على المنظور الذي يمكن أن توفره الدرونات/الطائرات بدون طيار، في الحياة العادية، بالتالي، فإن اللقطات الجوية توفر لنا تجربة مشاهدة جديدة من زوايا جديدة ومنظور مختلف.
بالإضافة إلى ذلك توفر طائرات الدرون في التصوير السينمائي القدرة على التقاط لقطات في مواقع يصعب أو يستحيل الوصول إليها باستخدام معدات التصوير التقليدية كالرافعات والكرين وغيرها من المعدات، إذ تُعد طائرات الدرون صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، ما يُسهل نقلها إلى مواقع بعيدة، ما يسمح بالتقاط لقطات في مناطق قد يكون الوصول إليها غير ممكن أو غير آمن مع طاقم ومعدات أكبر.
كما توفر طائرات الدرون التقنيات اللازمة لضمان التصوير بأكثر طريقة آمنة وسلسلة وثابتة دون التأثر بشكل كبير بالعوامل الخارجية أو بتباين خبرة المُشغل او الطيار الذي يتحكم بها خلف جهاز التحكم، يتضمن ذلك نظام تحديد المواقع GPS، ونظام الرؤية التموضعي Vision Positioning Systems (VPS)، ومثبتات الحركة ومستشعرات خاصة لتفادي الاصطدام بالعوائق وتفاديها تلقائياً أو التنبيه لها.
بالإضافة إلى ذلك كله، تستقر الكاميرا (أكانت الكاميرا الأساسية الموجودة في الدرون، أو الكاميرا الخاصة التي أضفناها إلى الدرون) على مثبت حركة خاص يُثبت الحركة على ثلاث محاور تتضمن محور الميلان الأفقي والشاقولي ومحور الدوران، مما يسهم في الوصول إلى نمط معقد ومميز من حركة الكاميرا خصوصاً عند تطبيقه مع حركة الطائرة/الدرون نفسها.
ومع ذلك ، فإن استخدام الطائرات بدون طيار/الدرون في التصوير السينمائي يمثل أيضًا بعض التحديات، تتمثل إحدى أكبر التحديات في الحاجة إلى الحصول على إذن وتصريح مناسبين لتحليق طائرة بدون طيار في مواقع معينة، في كثير من الحالات يتطلب ذلك الحصول على إذن من السلطات المحلية والحصول على شهادات وأوراق ترخيص معينة قبل السماح لمُقتني الطائرة بإستخدامها ضمن البلد الموجود فيه.
التحدي الآخر لاستخدام طائرات الدرون في التصوير السينمائي هو احتمال وجود صعوبات تقنية، طائرات الدرون هي أجهزة معقدة من التكنولوجيا، ويمكن أن تكون عرضة لمشاكل فنية مثل فشل البطارية وفقدان الإشارة بعد إرتفاع أو مسافة معينة، عطل الكاميرا وتأثر الدرون بتيار هوائي قوي، يمكن أن يؤدي كل ما ذكرناه إلى فقدان اللقطات المرجوة وتأخير عملية الإنتاج، الأمر الذي قد يكون محبطًا لصناع الأفلام ومكلفاً على صعيد الإنتاج الفني.
على الرغم من هذه التحديات ، يستمر استخدام طائرات الدرون في التصوير السينمائي في النمو، والبحث عن طرق مبتكرة لدمج هذه التكنولوجيا في الأعمال الفنية مازال جارياً نظرًا لأن طائرات الدرون أصبحت أكثر تقدمًا وأسهل في الاستخدام والإقتناء، ما يعني أن مجال إستخدامها في مجال صناعة الأفلام يتجه نحو التوسع، مما يوفر إمكانيات جديدة لسرد القصص المرئية بشكل أكثر حرفية.
أقرأ أيضاً : العمل مع الطائرات بدون طيار – إريك أوستن
كيف غيرت طائرات الدرون مجال صناعة الأفلام
قبل أن توجد فكرة طائرات الدرون وقبل أن تكون هذه أداة متاحة للمصورين حول العالم بهذه السهولة التي نعيشها اليوم، كان هنالك طريقة واحدة لتصوير اللقطات الجوية، حيث كانت تكمن الخيارات في تثبيت الكاميرا ضمن جهاز جيروسكوب – Gyroscope على متن طائرة شراعية / نفاثة، أو على مروحية هيليكوبتر خاصة يتمتع قائدها بمهارات خاصة تسمح له بالقيام بمناورات خطيرة للوصول إلى اللقطات المنشودة.
مازالت هذه الطريقة مستخدمة حتى اليوم بالطبع، لكنها إذ تُعد أكثر تكلفة، وأكثر خطورة، أصبحت محصورة في المشاريع الكبيرة، وفي اللقطات المُعقدة الكبيرة، في حين، أسهم وجود طائرات الدرون بتخفيف التكلفة من ملايين إلى بضعة مئات من الدولارات للوصول إلى لقطات بسيطة، حيث يمكن أن تكلف مروحية الهيليكوبتر مابين 500 ألف دولار، إلى ملايين الدولارات، في حين يمكننا الحصول على لقطات أبسط وأقل تكلفة بمبلغ يتراوح بين 1200$ إلى 8000$، وأحياناً أقل!، وهنا نستطيع ملاحظة الطريقة التي غيرت فيها طائرات الدرون عالم صناعة الأفلام والتصوير السينمائي.
الإكثار من المتوفر دون حاجة = نقصان
بين الحين والآخر تنتشر بعض التقنيات الجديدة في عالم صناعة الأفلام، ويسارع البعض في إقتناء تلك التقنيات أكانت في الإضاءة، كإضاءة ال RGB، أو في تقنيات تثبيت الحركة مثلاً أو في الإستثمار في شراء طائرة درون، وهذا الأمر جيد فنياً ومهنياً، لكن هنالك نقطة أحببت التنويه لها في هذه المقالة وهي ضرورة الإجابة عن سؤال :
لماذا نستخدم التقنية المتوفرة لدينا؟ هل لإنها متوفرة بين أيدينا ببساطة؟ أم لأن المشروع والقصة التي نعمل عليها تقتضي منّا إستخدام هذه التقنية، ؟
في مقالة سابقة تحدثنا عن ذات النقطة في ما يتعلق بإستخدام إضاءة RGB، وكيف أصبح إستخدام هذه الإضاءة مبالغ فيه بشدة، حيث أصبح يُستخدم بشكل مُفرط غير مبرر، دون إضافة أي جمالية أو جدوى أو روح فنية على المشروع، كذلك يتعلق الأمر بموضوعنا اليوم، حيث ليس من الضروري إستخدام طائرات الدورن في كل مشروع لمجرد وجود تلك الأداة معنا، بل علينا إستخدامها عند الحاجة لها وفقاً للمشروع الذي نعمل عليه، بذلك نكون قد أنتجنا مادة فنية إبداعية بالأداوت المناسبة لها، لا أن ننتج مادة فنية بالمعدات الموجودة على حساب القصة.
أرجوا أن تكون هذه المقالة وافية بما فيه الكفاية، أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..
ارغب في المزيد من هذا