ماهي تقنية الإضاءة القصيرة – SHORT KEY LIGHTING؟ وإلى ماذا ترمز؟ وكيف من الممكن أن تضيف هذه التقنية المزيد من الجمالية والبٌعد إلى مشاهدنا؟
تحدثنا في مقالات سابقة عن أساسيات توزيع الإضاءة، وتكلمنا عن أن القاعدة الأساسية في توزيع الإضاءة هي الإضاءة ثلاثية النقاط، لكن تلك القاعدة تعتبر خالية من البُعد وعديمة الإتجاه، فهي بسيطة بذاتها، لكن عندما ننتقل بلعبة الإضاءة إلى مشهد حواري ما، مستند بتوزيع العناصر فيه إلى قاعدة 180 درجة، فإن الموضوع سيتعقد نوعاً ما، وذلك بسبب الحاجة لإتخاذ إتجاه للإضاءة وفقاً لتلك القاعدة، في هذه المقالة سنتكلم عن قاعدة أو تقنية بسيطة تسمى الإضاءة القصيرة – SHORT KEY LIGHTING، وهي قاعدة ستبسط تعقيد الإضاءة في المشاهد التي سنقوم بالعمل عليها.
ماهي تقنية الإضاءة القصيرة – SHORT KEY LIGHTING
تُختصر هذه التقنية بتحديد مكان تموضع الضوء الأساسي key light بحسب قاعدة 180 درجة، فتنص على تموضع الضوء الأساسي key light على الطرف المقابل من الكاميرا بالنسبة لخط قاعدة 180 درجة.
دعونا نتعمق في ما تعنيه هذه التقنية ولماذا هي شائعة جدًا في الأفلام والأعمال السينمائية، لإنك بمجرد أن تتعرف إلى هذه التقنية، ستبدأ بملاحظتها في كل عمل فني ستشاهده.
لنتذكر أولاً ماهي قاعدة 180 درجة :
سبب تسمية هذه التقنية “بالقصير” هي بسبب تموضع الإضاءة وتأثيرها على العنصر الذي نقوم بتصويره، دعونا نفترض أن لدينا ممثلين إثنين في حوار، عندما تكون الإضاءة في الجانب المقابل للكاميرا كما في الصورة رقم 1، فإن الإضاءة ستضيئ الجانب البعيد من الكاميرا، وستكون الإضاءة حينها “قصيرة” على وجه الممثل.
في الحالة الثانية في الصورة رقم 2، لدينا ماهو عكس الإضاءة القصيرة، وهي حين تكون الكاميرا بنفس الجانب الموجودة فيه الإضاءة، بالتالي فإن وجه الممثل على الكاميرا، سيكون مُضاء بشكل أكبر وبمعنى آخر ” أطول”.
مثال عن الإضاءة القصيرة حيث تكون الإضاءة في الجهة المقالة للكاميرا بالنسبة لخطة قاعدة 180 درجة
مثال عن الإضاءة من ذات الجهة التي تتمركز فيها الكاميرا
تتبع تقنية الإضاءة القصيرة – SHORT KEY LIGHTING مبدأ مهم في التصوير السينمائي ينص على أن الضوء يكون أكثر إثارة ودراماتيكية عندما يكون في الجانب المقابل للكاميرا، وذلك بسبب البُعد الذي تسببه الظلال التي تتكون على الوجه، كما أنها توفر حالة من الإهتمام عندما يبرز تفاصيل الوجه من خلال شكل الأنف والخدين، هذا العمق والتدرج في الإضاءة يخلق حالة من القوة والإهتمام، مما يساعد المشاهد على التركيز على أداء الممثل بشكل أكبر.
نقيض هذه التقنية أو القاعدة هو ما يسمى بالإضاءة الطويلة إن صح التعبير، هي تقنية غير مستحبة بالنسبة للسينمائيين، فهي لاتخلق الكثير من العناصر التي ذكرتها في الأعلى، وبالتالي لا تثير إهتمام المشاهد بشكل كبير، لكنها بالطبع طريقة من طرق توزيع الإضاءة وإن إستخدمت بالشكل الصحيح فهي تقنية سينمائية بإمتياز.
تكلمنا عن الإضاءة الجانبية بشكل عام من خلال مقالة مفصلة بإمكانكم الوصول إليها من هنا.
في المرة القادمة التي تقوم بمشاهدة فيلم أو مسلسل ما، حاول رصد هذه التقنية في الإضاءة، ستذهل بكمية إستخدامها الشديد في الأعمال العالمية، إلى حين لقائنا في مقالة جديدة أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك..