تحليل سينمائي لمشهد من إعلان فيلم Dune

في مقالة اليوم سنقوم معاً بتحليل مشهد عُرض في إعلان فيلم Dune والذي من المتوقع أن يبدأ عرضه في تاريخ 1 أوكتوبر من عام 2021.

بداية دعونا نشاهد معاً التريلر – الإعلان الرسمي للفيلم من هنا:

عن فيلم Dune سريعاً :

Dune هو فيلم خيال علمي أمريكي من إخراج دينيس فيلنوف وإنتاج شركة وارنر بروس، الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس الأسم لفرانك هربرت، تدور أحداث الرواية في المستقبل البعيد حيث يعيش إقطاعيي النجوم وطبقة النبلاء على الكواكب المفردة. “بول أتريدس” الصغير هو بطل الرواية، وهو ولي عهد ديكو أتريدس الذي سيطرت أسرته على صحراء كوكب أراكيس التي تعتبر المصدر الوحيد للتوابل ودواء ميلانج وهو المادة الأكثر أهمية وقيمة في الكون، مما يزيد من أهمية تلك الإقطاعية.

تحليل سينمائي لمشهد من إعلان فيلم Dune

وقد حصلت هذه السلسلة على جائزتي هوجو عام 1966، وجائزة نيوبلا لأفضل رواية، كأفضل رواية خيال علمي.
للمزيد : هنا

مكان تصوير فيلم Dune :

تم تصوير الفيلم بميزانية تجاوزت 165,000,000 – مئة وخمس وستين مليون دولار، حيث صورت أغلب مشاهد الفيلم في قرية وادي رم في الأردن نظراً للطبيعة الصحراوية والمناخية للمنطقة التي تناسب طبيعة أجواء الفيلم، كما تم تصويره في بودابست في هنغاريا في إستديوهات Origo Film، وفي كل من أبو ظبي والنرويج وغيرها.

تحليل سينمائي لمشهد من إعلان فيلم Dune

الكاميرا والمعدات المستخدمة في فيلم Dune :

تحليل سينمائي لمشهد من إعلان فيلم Dune

تم إستخدام كاميرا ALEXA LF الغنية عن التعريف، بمعدل داينامك رينج 14 وقفة، ما يعني قدرتها على التصوير في ظروف الإضاءة الطبيعية بشكل مثالي، وهذا ما شاهدناه في إعلان الفيلم، كما تم إستخدام عدسات Ultra Vista Lenses وعدسات Panavision H-Series لتصوير العمل.

تحليل سينمائي لمشهد من إعلان فيلم Dune

حسناً دعونا نبدأ

ما سنقوم بالحديث عنه اليوم هو المشهد التالي من الفيلم :

تقنية الإضاءة المستخدمة في المشهد السابق

في المجمل وفي هذا المقطع من الإعلان، نلاحظ إستخدام إضاءة علوية لإضاءة المكان، صحيح أننا تكلمنا مسبقاً عن الإضاءة العلوية في مقالة منفصلة، إلا أن السبب وراء هذه المقالة مختلف دعونا نبدأ بتحليل المشهد لنعرف السبب.

لنركز بداية بتحليل اللقطة بقياس Wide ثم الإنتقال لمشاهد Medium.

صورة 1

إذا مادققنا في الصورة أعلاه نلاحظ إضاءة ناعمة جداً من الأعلى بإتجاه الممثلين، كما نلاحظ أن الظلال في الصورة شديدة، حيث أنها تغطي المكتبات التي في الجدران بحيث تصرف عنها الإنتباه، وتحصر التركيز في الممثلين.

صورة 2

في الصورة التالية أعلاه والمسربة من موقع التصوير نلاحظ موضوع مهم، وهو أنه ومع وجود جهة واحدة لمصدر الإضاءة فقد تم توزيع الإضاءة العلوية وتقسيمها على ما يبدو من الصورة إلى ثلاث عناصر، وتم التحكم بكل عنصر عن طريق قماش أسود يحيط بالضوء بحيث يتحكم بزاوية إنتشاره، لاحظوا أن الإضاءة رقم 1 موجهة بشكل مباشر نحو المرأة الجالسة على الكرسي في منتصف الكادر وهذا مببر نظراً لكمية اللون الأسود الموجودة في الكادر، ولفصل الشخصية عن الخلفية نظراً لتماثل لون الثياب مع الخلفية.

الكادر هو الصورة 1 في حين أن الكواليس هي الصورة 2.

في حين أن كل من الإضائتين 2 و 3 تنيران كامل المشهد مع تحكم محكم بالإضاءة أيضاً بإستخدام الفلاغ أو القماش الأسود بحيث نعزل الخلفية عن الإضاءة ونحصر إنتشارها في منطقة الإهتمام أو مكان أداء الممثلين.

الآن لو إنتقلنا إلى مشاهد Medium و Close Up سنلاحظ مشكلة وهي أن الإضاءة غير كافية لإضاءة تلك المشاهد عن قرب، وبالتالي فإنه ومع تغيير زاوية وموضع الكاميرا ونوع اللقطة، يجب تعديل الإضاءة بحيث تناسب كادر الكاميرا الجديد.

لكن إذا ما نظرنا إلى اللقطة رقم 3 أدناه، سنلاحظ إختلاف الإضاءة نوعا ما، نعم الإضاءة علوية وناعمة إلا أنها مختلفة عن تلك الموجودة في اللقطة 1.

الصورة 3

في الحقيقة تغيير الإضاءة بين اللقطة 1 واللقطة 3 في الفيلم يجب أن يحقق الإستمرارية وتتالي الرتم المستمر بحيث لا تلحظ أي إختلاف وكأن مصدر الإضاءة واحد لم يتغير، في حين أن مصدر الإضاءة إختلف وأصبح أقوى، دعونا نطلع على الصورة التالية وهي صورة لكواليس لقطات الميديوم والكلوز أب :

الصورة 4

لاحظوا وجود مشتت الإضاءة تماماً فوق الممثلين وليس في أعلى موقع التصوير أو القاعة الموجودين فيها، في حين أن الإضاءة التي تمر عبر المشتت، هي آتية من ذات المكان من أعلى القاعة لكن بتركيز مباشر نحو المشتت.

الصورة 5

لاحظوا أن عزل الخلفية قد زاد وذلك بسبب إستخدام الفلاغ – القماش الأسود لعزل أكبر للإضاءة وتركيزها نحو نقطة واحدة وهي المشتت الموجود أعلى الممثلين.

بالتالي ما نستفيده من صور الكواليس هذه هو أنه وعند تغيير موقع وزاوية الكاميرا فإن الإضاءة يجب أن تُعدل بحيث تظل مستمرة بذات النمط بما يوافق المشهد والحاجة التي تقتضيها الكاميرا للحصول على الصورة بتعريض صحيح.

نلاحظ أيضاً في الصورة رقم 1 العامة وجود إستخدام لآلة الضباب – Haze Machine ما يساعد على تشتيت الإضاءة أيضاً والحصول على تلك النعومة في المشهد.

إلى هنا أتمنى أن تكون هذه المقالة السريعة قد أضافت معلومة جديدة إليكم، إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
دمتم مبدعين.

هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك..

عبد الهادي العاني
عبد الهادي العاني

مصور سينمائي سوري مقيم في إسطنبول، ملتزم بتعزيز المحتوى العربي من خلال مشاركة المعرفة والخبرة في الجانب التقني من صناعة الأفلام.

المقالات: 176

تعليق واحد

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *