في هذه المقالة المميزة سنتحدث عن 4 قواعد في اللغة السينمائية للفيلم، والتي يجب علينا معرفتها كأساسيات في مسيرتنا كصناع أفلام ومحتوى سينمائي، فهل أنتم جاهزون ؟
هيا بنا !
1- قاعدة 180 درجة
قاعدة ال 180 درجة هي أحدى القواعد الأساسية في اللغة السينمائية وعالم صناعة الأفلام، والتي تساعدك بالاحتفاظ على إتجاه ثابت في مشاهدك، حيث تسمح لنا قاعدة 180 درجة ببناء تناسق في مشاهدنا، وهي فرضية تخيلية لخط وهمي يمر بين عنصرين، بناء على ذاك الخط، يتم تقسيم مكان العمل والتصوير إلى يمين ويسار الخط، فعند تجهيز زوايا الكاميرا، يتم إعتماد أحد الطرفين، ويتم توزيع الزوايا ضمنه دون أجتياز ذاك الخط الوهمي.
سبق وأن تكلمنا في مقالة مفصلة ومخصصة عن قاعدة 180 درجة، بإمكانكم الوصول إليها من هنا.
دعونا نتعرف سوية إلى قاعدة 180 درجة وخصائصها وحالاتها الشاذة من خلال الفيديو التالي :
2- قاعدة 30 درجة
قاعدة الـ 30 درجة هي ثاني قاعدة من القواعد الأساسية في اللغة السينمائية وعالم صناعة الأفلام، والتي تنص على أن الكاميرا يجب أن تتحرك بما لا يقل عن 30 درجة عند القطع من لقطة للقطة، وبحد أقصى 180 درجة دون كسر قاعدة 180 درجة.
تساعدنا القاعدة على تشكيل لقطات متتالية بزوايا مختلفة بطريقة متناغمة بين اللقطات، يمكنك تغيير عمق الكاميرا ومنظورها وزاوية الكاميرا. كل هذه التغييرات يجب أن تحفزها قصتك وتدفقها مع سرعة الفيلم.
سنحتاج إلى التفكير في فنية اللقطات وما تحاول الكاميرا إيصاله من المشهد، كما ستحتاج أيضًا إلى التفكير في الأساسيات التقنية لكل تغيير سيحصل في المشاهد المتتالية.
إذا تحركت الكاميرا أقل من 30 درجة، سيبدو الانتقال بين اللقطات كقفزة سريعة غير مريحة ستثير غضب الجمهور وتفصل إنتباههم عن محور القصة.
تكلمنا أيضاً بشكل مفصل عن قاعدة 30 درجة بمقالة منفصلة ومفصلة بإمكانكم الوصول إليها من هنا.
3- إتجاه الشاشة
وهي ثالث قاعدة من قواعد اللغة السينمائية، وتنص على أنه في حال وجود عنصر متحرك في المشهد، ولنفترض أنه سيارة مثلاً تسير من يسار الكادر إلى اليمين، فإنه يجب أن تكون اللقطة التالية في المشهد الكامل، تظهر السيارة تسير من اليسار إلى اليمين، ذلك يحقق لنا إستمرارية الحركة وإرتباط اللقطتين ببعضهما البعض بالشكل الصحيح.
عندها نعلم أن السيارة تسير ضمن خط واحد، أما في حال كان المشهد الأول يحتوي على سيارة تسير من يسار الكادر إلى اليمين، ثم في المشهد الثاني تظهر السيارة وهي تسير من اليمين نحو اليسار، فإن ذلك يسبب إرتباك للمشاهد، وسيفسر المشهد على أن السيارة قد عادت أدراجها، ولم تكمل الطريق.
وهذه القاعدة تنطبق على كل العناصر المتحركة في المشهد، وكسرها سيوحي بالإنتقال الزمني الطويل بين مشهدين ، كالمشاهد التي نراها في الأفلام حين إنتقال الشخصيات من مدينة إلى مدينة اخرى.
تكون الحركة من اليسار الى اليمين أكثر راحة للعين، في حين أن الحركة من اليمين الى اليسار يساعد على توليد التوتر في المشهد.
4- الزمن الفعلي للمادة الفيلمية
وهي رابع قاعدة من قواعد اللغة السينمائية، تدور أحداث الفيلم/القصة في خط زمني، يتم إستغلال الخط الزمني للمادة الفيلمية لزيادة الإنتباه أو صرف الإنتباه للتفاصيل في القصة، والذي يكون على طريقتين أساسيتين هما :
– الإختصار والضغط
يتم هنا إختصار القصة المروية في مدة زمنية قصيرة، كإختصار جدول زمني من عشرة أشهر في مشهد من أربع دقائق، مثالاً على هذه القاعدة دعونا نفترض المشهد التالي:
إمرأة تود الإنتقال من منزلها إلى مكان عملها
هل من الضروري إستعراض تفاصيل خروجها من المنزل وآلية سيرها وخطواتها في الطريق وكيفية إيقافها للتاكسي مثلا وكيفية جلوسها ..إلخ وصولاً إلى مكان عملها ؟
سيكون المشهد ممل جداً بالنسبة للمشاهد ويشتت إنتباهه نظراً لعدم وجود ضرورة درامية في اللقطات السابقة.
وفعلياً نستطيع التخلي عن كل تلك اللقطات ونكتفي بلقطة للممثلة وهي تغادر منزلها ولقطة وهي توقف التاكسي ثم لحظة وصولها إلى مكتبها دون أي تفاصيل مشتتة.
– التطويل والإستطراد
هنا يحصل العكس تماماً، حيث تستخدم إطالة الزمن في مشهد ما لزيادة التشويق وتجهيز المشاهد للحدث التالي، فالتركيز على العناصر الطبيعية في محيط المشهد سيخلق حالة من الترقب لدى المشاهد لمعرفة ما المميز هناك، وما الشيء الذي سيظهر في المشهد القادم.
يمكن أن تكون الإطالة بدون أي قطعات وبحركة واحدة من الكاميرا، one take، ومن الممكن أن تكون عن طريق إدخال لقطات تفصيلية للمشهد.
يختلف التطويل في كل من المونتاج من ناحية وفي السيناريو من ناحية أخرى، فلكل منهما أسلوب معين، ففي السيناريو مثلا يتم إدراج حوارات وأحداث وتفاصيل في المشهد لاتضفي على الفيلم أي قيمة إلا كونها إستطالة في السيناريو.
هل شاهدت أفلام مثل inglourious basterds أو Pulp Fiction للمخرج كوينتين تارانتينو ؟ هل لاحظت الإطالة المتعمدة في السيناريو في كل من الفيلمين السابقين ؟
وهل لاحظت انه من الممكن اختصار الفيلم ذو الساعة ونصف الى نصف ساعة فقط !
بإزالة اللقطات والحوارات التعبوية والتي تندرج تحت مسمى ” إطالة متعمدة” وهذا ما نتحدث عنه هنا في التطويل والإستطراد .
اما في المونتاج فتكون الإطالة والإختصار وفقاً للمواد المصورة، بحيث يتم إدراج أو حذف مشاهد لعناصر خارجية مثل لقطات ردود الأفعال مثلاً.
إلى هنا أتمنى أن تكون هذه المقالة قد قدمت لكم معلومات جديدة ومهمة، إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، يرجى مراسلتنا عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم المحتوى الحصري وكل جديد.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك..