كما نعلم، تحتوي رقعة الشطرنج على مربعات سوداء وبيضاء بشكل متناوب، قام السينمائيون بإقتباس هذا التناوب للحصول على تشكيل وتوزيع في الإضاءة بشكل يثير إهتمام المشاهد بشكل أكبر، فكيف قاموا بذلك؟ وكيف يمكننا تطبيق نفس هذا التناوب عند إضاءة مشهد ما ؟
كما نعلم أن الإضاءة تقوم بشكل مهم بجذب إنتباه المشاهد نحو العناصر المهمة من القصة، من الممكن توزيع وترتيب الإضاءة في مشهد بناء على ما نود للمشاهد أن يركز نظره عليه، لكن ماعلاقة هذا الموضوع برقعة الشطرنج والتناوب فيها ؟
دعونا نمعن النظر في المثال التالي من فيلم We Are What We Are :
لنلاحظ كيف أنه تم إضاءة المشهد والخلفية بشكل متناوب وليس بشكل كامل 100%، لنلاحظ معاً من اليمين ونحو اليسار، لدينا النافذة والتي توفر لنا جزء من المشهد مضاء بكمية معينة من الضوء، ثم يليها زاوية الغرفة والتي تكتسي بالسواد ومليئة بالظلال، يلي ذلك الباب الأبيض والجدار والذي من الممكن رؤية بقعة الضوء القادمة من النافذة عليهما، ثم نلاحظ المزيد من الضوء على الممثلة من جهة النافذة ثم ينقط الضوء بين الممثلتين ليشكل ظلال ومنطقة عتمة في المشهد، ثم يليها الممثلة الأخرى بكمية من الإضاءة على وجهها، يلي ذلك زاوية الغرفة مع الظلال، وأخيراً ينتهي المشهد بالجدار الذي من الممكن أن نرى جزء منه مضاء من إضاءة النافذة.
مثلما نلاحظ في المثال في الأعلى، فإن هذه التقنية في الإضاءة تضيف الكثير من العمق في المشهد، وتجعل من المشهد أكثر راحة ومتعة للمشاهد.
إليكم هذه الأمثلة بشكل سريع :
تسهم هذه التقنية في الإضاءة إلى جذب إنتباه المشاهد نحو جهة ما، وليس فقط نحو عنصر معين، إذ أن هذه التقنية تعمل أيضاً في اللقطات القريبة كلقطات : كلوز أب – Close-Up لنتابع هذه الأمثلة معاً :
في هذا المشهد نلاحظ كيف تجبرنا اللقطة على النظر من اليمين إلى اليسار، مراحل الإضاءة التي يمر بها المشهد من اليسار وإلى اليمين، يساعدنا على توجيه نظر المشاهد بالإتجاه الذي نريده، لاحظ كيف أن الشخصية في مقدمة المشهد Foreground مظللة، والشخصية المواجهة لها مضاءة بشكل شبه نصفي، وهكذا وصولاً نحو أخر المشهد في اليسار.
أمثلة أخرى ؟
عندما تكون الخلفية مهمة لدرجة ما في المشهد، فإن هذه التقنية تعد غير فعالة، نظراً لحاجتنا لإضائتها بشكل كامل.
إلى هنا أتمنى أن تكون هذه المقالة قد قدمت لكم معلومات جديدة ومهمة، وستساعدكم على مشاهدة الأفلام بطريقة مختلفة بعد قرائتها، إذ أنكم ستتفاجئون بشيوعها في الأفلام والأعمال السينمائية، إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه وفي حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم محتوى حصري ومتابعة جديدنا أولاً بأول.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك..