أعلنت شركة كانون في الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) 2023 عن تطويرها لأول مستشعر قادر على التصوير بداينامك رينج يصل إلى 24 وقفة وبدقة 4k، لنتعرف معاً في هذه المقالة إلى تفاصيل هذا الإعلان وما تأثيره على عالم صناعة الأفلام والتصوير السينمائي.
كانون ومستشعرها الجديد، القدرات والكيفية
مع إعلان مهندسي شركة كانون عن هذا الإبتكار الذي يُعد قفزة ضخمة جداً في المجال، حتى وإن كان هذا المستشعر مخصص لكاميرات المراقبة في المرتبة الأولى، إلا أنه يعد قفزة تقنية كبيرة في مجال التصوير الإلكتروني، حيث وكما صرحت شركة كانون، بإن معظم الكاميرات التي تتنافس حالياً في السوق تستطيع التصوير بداينامك رينج بين 12 وحتى 15 وقفة ضوئية، ومؤخراً شهدنا إعلان شركة ARRI عن كاميرتها الجديدة ARRI ALEXA 35 بداينامك رينج 17 وقفة ضوئية، ذلك يٌعد مبهراً بحق خصوصاً وأن العين البشرية قادرة فقط على الرؤية بداينامك رينج 21 وقفة ضوئية، وهو حقاً ما يجعل هذا الإبتكار التقني قفزة تقنية مذهلة ستفتح الأبواب لكثير من الإبتكارات لاحقاً.
مامعنى مصطلح الداينامك رينج – dynamic range ؟ إقرأ هنا
قام المهندسون والتقنيون في شركة كانون بإبتكار طريقة جديدة للوصول إلى الإبتكار الجديد وهو تقسيم المستشعر إلى 736 منقطة منفصلة بحيث تعمل كل منقطة على حدى لضبط مستويات الإضاءة بشكل منفصل عن بقية المناطق فيه، مما يسمع بالحصول على مستشعر قادر على التصوير بدقة 4K (4,152 x 3,024) بعدد إطارات 30 إطار في الثانية، وبمدى داينامك رينج يصل إلى 24 وقفة.
يعني ذلك أن المستشعر قادر بشكل فعلي على التقاط الصور بمستويات إضاءة تتراوح من 0.1 لوكس إلى ما يقرب من 2700000 لوكس، ويأتي هذا الإبتكار في ظل الحاجة الماسة لكاميرات مراقبة قادرة على التصوير بداينامك رينج واسع في مناطق معينة كالملاعب والحدائق والطرقات، إليكم هذا المثال البصري الذي قدمته لنا الشركة كدليل على آلية عمل المستشعر :
التكنولوجيا وآلية عمل المستشعر
باستخدام المستشعرات التقليدية، لإلتقاط صورة ذات مظهر طبيعي في البيئات ذات المناطق عالية السطوع وشديدة الظلمة في نفس الوقت، يتطلب ذلك إلتقاط الصور بتقنية الـ HDR أو (النطاق الديناميكي العالي) وهي آلية تقوم على التقاط عدة صور منفصلة تحت ظروف تعريض مختلفة ثم تجميعها في صورة واحدة. (في الرسم البياني أدناه رقم 4، يتم استخدام أربعة أنواع من التعريض لكل إطار فردي).
في حال قمنا بإستخدام مستشعر كانون الجديد، فعندها يتم تحديد ظروف التعريض الضوئي المثالية تلقائيًا لكل منطقة من مناطق المستشعر الـ 736 التي ذكرناها في بداية المقالة، مما يلغي الحاجة إلى تركيب الصورة، ويتم إنتاج صورة متوازنة التعريض بشكل مثالي.
“تم تجهيز مستشعر الصور الجديد من شركتنا في كانون بوحدات معالجة مركزية متعددة ودوائر معالجة مخصصة، مما يمكّنه من تحديد ظروف التعريض الضوئي بسرعة وفي نفس الوقت لجميع المناطق البالغ عددها 736 ضمن الوقت المخصص لإلتقاط كل إطار”
شركة كانون عبر موقعها الرسمي في 12 كانون الثاني 2023
آلية عمل تقنية التعريض لكل منطقة على حدى
- الجزء الذي يتحرك فيه الهدف بناءً على الإختلافات بين الصورة الأولى (إطار واحد قبل الإطار المَعني – في الرسم البياني أدناه T-1) والصورة الثانية (كلا الإطارين السابقين للإطار المَعني) يتم هنا إنشاء خريطة الحركة.
- في الصورة الأولى (إطار واحد قبل الإطار المَعني – في الرسم البياني أدناه T-1) يتم التعرف على مستوى السطوع على الهدف لكل منطقة (الخطوة رقم 4 في الرسم البياني أدناه)، ويتم إنشاء خريطة السطوع (الخطوة رقم 2 في الرسم البياني أدناه). بعد التأكد من أن الاختلاف في مستويات السطوع بين المناطق المجاورة ليس كبيراً (الخطوة رقم 3 في الرسم البياني أدناه وهنا يتم هنا تقليل التبياين في التعريض التعريض)، ثم يتم تصحيح ظروف التعريض الضوئي استنادًا إلى المعلومات الواردة من خريطة الحركة المأخوذة من محصلة جمع الإطارين ما قبل الإطار المعني، ويتم تحديد ظروف التعريض النهائية (في المرحلة رقم 4 في الرسم البياني أدناه).
- يتم تطبيق شروط التعريض النهائي (في المرحلة الرابعة في الرسم أعلاه) وثم تسجيل المعلومات على الإطار المعني والمراد تسجيله، وتستمر الآلية بهذا الشكل حتى يتكون لدينا عدد من الإطارات المتناغمة بين بعضها لتشكل لنا فيديو بالداينامك رينج المُراد.
ختاماً
تبدوا فكرة المستشعر واعدة بحسب ما نشرت الشركة وبحسب العديد من الخبراء التقنيين في المجال، قد يكون من الصعب تطبيق الموضوع تقنياً في عالم صناعة الأفلام نظراً لإختلافات تقنية، لكن قد يفتح هذا الإبتكار باباً مهماً وواعداً نحو إعلان عن كاميرات بقدرات هائلة فينما يتعلق بالداينامج رينج والتي قد تستخدم نفس التقنية.
ماهي آرائكم حول الموضوع؟ شاركونا مالديكم في التعليقات أدناه، ولا تنسوا مشاركة المقالة مع أصدقائكم المهتمين في عالم التصوير الرقمي وصناعة الأفلام.
دمتم مبدعين.