يعد السينماتوغرافي (التصوير السينمائي) جزءًا مهمًا من عملية صناعة الأفلام، لذا فإننا في مدونتنا هذه نراعي بحق قوة هذه الأداة في صناعة الأفلام ونوليها الإهتمام الأكبر، واليوم سنناقش نظرية الألوان بإسلوب أعمق تماماً.
من المثير للصدمة تجاهل معظم صناع الأفلام المبتدئين أهمية السينماتوغرافي في أعمالهم إذ أنهم لا يقضون الوقت اللازم لفهم المكونات الفنية والتقنية بشكل كامل والتي تساعد في بناء لقطات أكثر جمالية تحبس الأنفاس وتترك ذاك الإنطباع عند المشاهد.
يوصي معظم السينمائيين العالميين، اولائك الذين يحاولون الوصول بأعمالهم السينمائية إلى مرحلة جديدة، بأن يقرأوا كتبًا عن الرسم والتصوير لفهم الأهمية التعبيرية بشكل أفضل، كذلك الانطباعية، والخطوط، والأشكال، والتكوين، والعزل، وأخيراً وليس آخراً نظرية الألوان وإنعكاساتها، سوف نقوم في هذه المقالة بالتركيز المباشر على الألوان وفوائد تضاد الألوان داخل الكادر.
تتيح لنا نظرية الألوان فهم معاني الألوان السايكولوجيكية في الأفلام، لكنها أيضا تساهم وبشكل كبير في تحسين تناسق الفيلم/المادة الإعلامية، كما تساهم في زيادة التباين في المشهد.
يهتم صناع الأفلام والمصورين السينمائيين بالتعامل مع كاميرات قادرة على التصوير بصيغة RAW، أو صيغ أقرب إليها مثل S-log ، C-log. بالتالي تتيح لهم تحييد بضع الألوان، والحفاظ على نسق واحد من المسطرة اللونية المتبعة في الفيلم، والتي يندرج تحتها كل من التلوين السينمائي والألوان الظاهرة بشكل عام في مشاهد الفيلم.
وكما أن جودة الكاميرا، وجودة الإضاءة وإسلوب إستخدامها مهم جداً في جودة الصورة، فإن تباين الألوان أيضاً يعد من أهم الأدوات التي تقوم بالإنتقال بالمشهد إلى مرحلة جديدة تماماً. واليوم وبعد كل تلك المقدمة المملة سنقوم بالتركيز مباشرة لفهم تباين الألوان وأهميته في جودة الصورة.
لنبدأ
يتم تنظيم الألوان الأساسية (الأزرق – الأصفر – الأحمر) والألوان الثانوية (محصلة دمج الألوان الأساسية) في شكل دائرة بتسلسل منطقي علمي متفق عليه كما يظهر في الصورة التالية :
نظرية التضاد اللوني
فبالنظر إلى دائرة الألوان فإننا نلاحظ تقابل كل لون بلون مضاد له، يشكلان وفق نظرية الألوان التضاد اللوني، ومنه وكمثال فإن اللون الأزرق يقابله ويشكل التضاد اللوني مع اللون الأصفر، وهكذا. ومنه نستطيع معرفة الألوان المتضادة وفق لدائرة الألوان.
أهمية نظرية التضاد اللوني
التضاد اللوني مهم جداً لضمان توافق الألوان، وعدم حصول تنافر في ما بينها بالتالي عدم وضوح للون او إندماج لوني وضياع التباين، في المثال التالي المبسط نوضح لكم كيفية عمل التضاد اللوني، فعلى اليمين نلاحظ التضاد اللوني واضحاً تماماً، فيما على اليسار نلاحظ التشتيت الحاصل بسبب عدم توافق الألوان.
بإمكاننا الإستفادة من نظرية التضاد اللوني في التلوين السينمائي والتصحيح اللوني، كما بإمكاننا إستخدام النظرية في التصميم الغرافيكي، والتصوير الفوتوغرافي، وحتى في ألوان العناصر وألبسة الممثلين الموجودة في المشاهد السينمائية. وبالطبع فإن إختيارنا للألوان تستند بشكل أساسي
من السهل إزالة اللون في المونتاج ، ولكن من الصعب إضافته.
من السهل إزالة اللون في المونتاج، ولكن من الصعب إضافته، لذا فإن تحضير وإعداد مسطرة الألوان الخاصة بالعمل مهم للغاية، وعليه وبالحديث عن تباين الألوان، فبإمكاننا جذب الإنتباه عن طريق فصل العناصر لونياً، كما بالإمكان دعم النص الحواري او سكربت المشهد من خلال الفصل / التضاد اللوني.
جميعنا يلاحظ الإتجاه الجديد في الأفلام خلال العشرة اعوام الماضية،وتحديداً في الألوان المستخدمة في التلوين السينمائي في أغلب الأفلام، التقنية تعتمد بشكل أساسي على التضاد اللوني وإستخدام لونين شديدي التضاد وهما البرتقالي والأزرق، لكن لماذا هذين اللونين ؟ ولماذا يُعدان من الألوان شديدة التباين ؟
على إعتبار أن اللون الأبيض واللون الأسود هما أشد الألوان تضاداً، فإننا نستطيع فهم السبب خلف إستخدام درجات الأصفر ودرجات الأزرق معاً، دعونا بداية ننظر إلى دائرة الألوان على إعتبارها تحمل اللونين الأبيض والأسود:
فإنه وبإمكاننا تمييز ثلاث أصناف من تردجات الألوان تمثل الألوان الحقيقية في دائرة الألوان (الملونة)، حيث نشاهد ثلاثة ألوان شديدة القتامة، يعاكسها ألوان شديدة السطوع، ومنه نلاحظ أن اللون الأزرق يحمل الجانب الأكثر قاتمة فيما اللون الأصفر يحمل الجانب الساطع.
وكما أن جميع تدرجات لون بشرة الإنسان تميل إلى اللون البرتقالي (القريب من الأصفر)، بالتالي فإن الفائدة من اللونين تزداد في التلوين السينمائي أيضاً.
إلى هنا أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى الحصري.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..
