في هذه المقالة سنتناول معاً نقطة مهمة وأداة مميزة يغفل الكثيرون، في مقالة اليوم سنتعرف معاً عن إضاءة البراكتيكال – Practical Lights، ماهي، وكيف من الممكن أن تسهم في زيادة الجمالية الفنية في المشاريع التي نعمل عليها.
ماهي إضاءة البراكتيكال – Practical Lights ؟
يطلق على كل أنواع الإضاءة التي تظهر في كادر العمل الفني إضاءة البراكتيكال – Practical Lights، تشمل إضاءة البراكتيكال، كل من المصابيح اليدوية، مصابيح البيوت، إضاءة السيارات، إضاءة الأبنية والطرقات، إضاءة الممرات، إلخ..
ما أهمية إضاءة البراكتيكال – Practical Lights ؟
تٌعتبر إضاءات البراكتيكال عنصراً مهماً في التصوير السينمائي، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها :
1- تسهم في تبرير الإضاءة
تسهم إضاءات البراكتيكال – Practical Lights بتبرير إستخدام إضاءة الفيديو، حيث تبرر جهة ولون وشدة الإضاءة المستخدمة،
في الصورة أعلاه، نلاحظ وجود إضاءة البراكتيكال على يسار الكادر، في حين أن الإضاءة التي تنير وجه الممثلة تأتي من ذات الجهة وبدرجة لونية قريبة، رغم أن التبرير قد يعتبر بسيطاً وغير ملحوظـ، إلا أن العقل البشري يرتاح تلقائياً ولا إرادياً لمثل هذه التبريرات البسيطة، وهي عادة نقاط لا يعير لها المشاهد إنتباهاً أثناء نظراً لبساطتها.
2- تسهم في التوازن في مستويات الإضاءة
في الصورة أدناه، تعمدت البحث عن مثال بالأبيض والأسود للتركيز على نقطة واحدة، وهي كمية الإضاءة في اللقطة، من الملاحظ، أن الإضاءة على وجه الممثلة هي إضاءة مختلفة تماماً عن الإضاءة في الخلفية والتي يشكلها ضوء البراكتيكال خلفها.
الضوء في الخلفية، لا يعطي فقط جمالية للصورة، إنما أيضاً يرفع نسب التعريض في الخلفية، للحفاظ على بعض التفاصيل فيها، وحتى يُخلق التباين الضوئي، ويُملئ الفراغ بالضوء، مما يسهم في تشكيل التباين بينهما.
تخيلوا لو أن الإضاءة في الخلفية لم تكن موجودة، وتم الإكتفاء فقط، بالإضاءة التي تأتي من يسار الكادر وتنير وجه الممثلة، كم ستكون الصورة مظلمة، وغير متناسقة وغير مفهومة؟
3- مزيد من العمق والتباين اللوني
تسهم إضاءات البراكتيكال – Practical Lights بإضافة الميزد من العمق إلى الصورة أو المشهد، وذلك من خلال خلق التباين الضوئي (كنسب إضاءة) فيه، وخلق التباين اللوني في الكادر.
الجانب الفلسفي
يمكن إستخدام إضاءات البراكتيكال – Practical Lights لخلق مزيد من التفاعل لدى الجمهور مع المادة والحدث الذي يحصل في المشهد، من ذلك أمثلة كثيرة نذكر منها إستخدام المصابيح اليدوية في الأفلام لخلق مزيد من إرتباط المشاهد مع المشهد، كالمثال التالي من فيلم seven (1995) :
يمكن البحث بشكل مفصل ومعمق لكل إستخدام لإضاءات البراكتيكال – Practical Lights في كل لقطة من كل فيلم نشاهده، وسنلاحظ أن كل من تلك الإضاءات وطريقة إستخدامها يخلق لنا حالة نفسية وجو خاص في المشهد يساعد على رواية الحدث بالشكل الصحيح، في المثال أدناه، من فيلم 1917 للمخرج سام منديز ومدير الإضاءة والتصوير روجر ديكنز.
نلاحظ إستخدام إضاءة البراكتيكال المتمثلة بالمصباح اليدوي في مشهد النفق لخلق وبناء حالة الشخصيات في المشهد والمتمثلة بالرعب و الضياع والهلع والفزع، و محاولة الهروب من النفق خشية الإنهيار، مع وجود إصابة وعدم قدرة الشخصية الأولى على الرؤية، كل من الموسيقى في الخلفية، والتصوير، والتأثيرات المحيطة وذاك الضوء الصغير في يد الشخصية، كلها تلعب دوراً مهماً في بناء الحالة التي يعيشها المشاهد أثناء مشاهدة هذا المشهد.
ما يميز إضاءات البراكتيكال – Practical Lights أنها رخيصة، ويمكن إستخدامها بأي شكل وحجم ولون متوفر، (طالما تفي غرضها في المشهد) لذا فهي لا تعتبر عبء على ميزانية المشروع، في الوقت ذاته ستضيف جمالية وعمق أكثر في اللقطة التي نعمل عليها.
في الفيديو التالي من سلسلة فيديوهات Cooke optics tv التي تنتجها شركة Cooke للعدسات الشهيرة، يجتمع نخبة من السينمائيين ومدراء التصوير من العالم للنقاش حول آلية إستخدامهم لإضاءات البراكتيكال في أعمالهم :
أرجوا أن تكون هذه المقالة وافية بما فيه الكفاية، أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، بإمكانكم إرسال إستفساراتكم من خلال الضغط على تواصل معنا، كما بإمكانكم متابعتنا عبر حسابنا في إنستاغرام للمزيد من المحتوى الحصري.
دمتم مبدعين.
هل أعجبتك المقالة ؟ شاركها مع أصدقائك ..